ثم يقول الله تعالى:{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ}[الأحزاب:٦٠]: ثلاثة أنواع: منافقون، وفي قلوبهم مرض، ومرجفون في المدينة، كلهم موجودون عندنا الآن أيها الإخوة: منافقون يظهرون التباكي على الإسلام وعلى المرأة، يبطنون غير ما يظهرون، يقولون: لا بد أن نحفظ المرأة، لا بد أن نحافظ على حقوق المرأة، حرية المرأة، وهم في الحقيقة منافقون؛ لأنهم يبطنون الفسق، بل لربما يبطنون الكفر داخل قلوبهم، فهم يكرهون المرأة، ويكرهون الدين الإسلامي، ويكرهون الحجاب، ويكرهون أن تصلح هذه الأمة، فهم منافقون سواء كان نفاقاً اعتقادياً أو نفاقاً عملياً، يعني: سواء كان هذا نفاقاً يخرجهم من الملة حينما يبطنون الكفر، أو نفاقاً عملياً حينما يكذبون في تعاملهم مع المرأة، وتباكيهم على المرأة حينما يطالبون بحقوقها وحريتها.
(والذين في قلوبهم مرض) يأتون في الدرجة الثانية، ربما لا يوجد عندهم نفاق اعتقادي، لكنه يوجد عندهم نفاق عملي.
(في قلوبهم مرض): شك، أي أنها لم تنضج الأمور في قلوبهم، ولم يكتمل الإسلام في رؤيتهم، ولربما يصل هذا المرض إلى النفاق أيضاً فيكونون من الدرجة السابقة، وحينئذٍ يكون قوله تعالى:(في قلوبهم مرض) توضيحاً لقوله تعالى: (المنافقون).
أما المرجفون في المدينة: فأظن أن أخبارهم لا تخفى عليكم في أيامنا الحاضرة، هؤلاء الذين ينتظرون الفرصة التي تضعف فيها الأمة الإسلامية حسب ظواهر الأمور، فيستغلون هذه الفرصة من أجل أن يتخذوا منها سبيلاً إلى إذلال الأمة الإسلامية.
إن هذه الأحداث الأخيرة قد كشفت لنا المرجفين في المدينة، وعلمنا كيف يتعاملون معنا ومع الجهات المسئولة ومع الناس، فإذا وجدوا أي مدخل لهم إلى هذا الدين، وإلى هذه الحياة التي من الله عز وجل بها على هذه المرأة، نجد أنهم يستغلون هذه الفرصة من أجل أن يفسدوا أخلاق هذه المرأة، ولذلك فإن المرجفين في المدينة كثير، وكانوا بالأمس يأتون من الخارج، لكنهم أصبحوا في أيامنا الحاضرة يغزون الأمة الإسلامية من الداخل، ويطعنونها من الباطن، حيث إنهم من أبناء الجلدة، وممن يتكلمون بالألسنة أي: باللغة العربية، وهم أيضاً لا يقولون إنهم أعداء للمرأة أو يقولون إنهم أعداء للإسلام، بل ربما ينادون بما ينادون فيه باسم الإسلام، ولكنهم ينكشفون؛ لأن الإسلام واضح والحمد لله، وليس خفياً، هو كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.