للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثياب أعداء المرأة الجدد]

على كل أيها الإخوان: المرأة مستهدفة، وأعداء الإسلام يركزون على المرأة؛ لأنهم يعرفون خطورتها في المجتمع، ولذلك يقول قائلهم: إنه لا أحد أقدر على جر المجتمع إلى الدمار من المرأة؛ فعليكم بالمرأة، فاتخذوا من المرأة وسيلة ولكنهم تفننوا فلم يأتوا باسم إهانة المرأة، وإنما جاءوا باسم حقوق المرأة، وحرية المرأة، وما أشبه ذلك.

أي حق للمرأة، وأي كرامة للمرأة الكافرة أو المسلمة التي انخدعت بالدعايات المضللة ونحن نراها بهذا الشكل؟ أصبحت لعبة بأيدي الرجال، حتى أنها فقدت كل عواطفها الإنسانية وأصبحت وسيلة تسلية، انظر إليها وهي في الطائرة تقوم بدور الخدمة، وأنت تلاحظها وكأنها وضعت دمية يتسلى بها هؤلاء الرجال، أو انظر إليها في المتاجر التي تعرض بضائعها من خلال فتاة جميلة يعتبرونها وسيلة للإغراء، إذاً: أصبحت المرأة دمية ولعبة بأيدي هؤلاء العابثين، في وقت يزعمون فيه أنهم يدافعون عن حقوقها وحريتها.

أما المرأة المسلمة فقد أكرمها الله عز وجل وصانها عن ذلك، وأمرها بأن تلتزم حتى تكون في مصاف زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لها كما قال لزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب:٣٢]، لا ترقق صوتها مع الرجال الأجانب حتى تثير الفتنة، {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:٣٣]، لا تذهبن إلى العمل، فالرجال هم الذين يقومون بهذا الدور، وحينما يقول الله عز وجل: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:٣٣]، لا يريد المرأة أن تكون خادمة فحسب في البيت، وإنما يريد أن تكون مربية في البيت، ولذلك الذين يزعمون أن المرأة قد عطل منها المجتمع، فشغلوا المرأة، ولم يستطيعوا أن يعوضوا هذا البيت إلا بخادمتين أو بثلاث أو بأربع مربيات يقمن بالدور الذي كانت تقوم به هذه المرأة في بيتها يوم كانت تقوم بدورها حقيقة، فالله تعالى يقول لهن: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:٣٣]، يقول العلماء: إما من الوقار أو من القرار، فإذا كان من الوقار فبقاء المرأة في بيتها هو الوقار، وإذا كان من القرار فإن بقاء المرأة في بيتها أيضاً هو المصلحة.

{وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب:٣٣]، وأظن أن التبرج الموجود الآن لا يقل عن تبرج الجاهلية الأولى، ولذلك فإن الجاهلية الثانية وهي ما جاء قبيل الإسلام شددت في أمر المرأة، حتى قال قائلهم وإن كنا لا نوافقه على ذلك: إياك وشم العامرية إنني أخشى عليها من فم المتكلم وكانوا يقتلون البنت خشية العار، وخوفاً مما حدث في الجاهلية الأولى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل:٥٨]، والله تعالى يقول: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:٣٣]، وإذا كانت هذه هي الوسائل التي يذهب فيها الله عز وجل الرجس عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أي رجل يريد أن يذهب الرجس عن بيته فإن هذه وسائل إذهاب الرجس عن أي بيت من بيوت المسلمين.

ولذلك أيها الإخوان! يجب أن لا نخسر هذه المرأة، بل نقوم بتربيتها وفق منهج صحيح جاء من عند الله عز وجل، ولا نغتر بأعداء الإسلام فإن أعداء الإسلام والله لن يرحمونا ولن يتركونا حتى نكون مثلهم، وحتى نضل السبيل، والله عز وجل حذرنا من موالاتهم ومشابهتهم، فقال سبحانه وتعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود:١١٣]، لا نركن إليهم بتقليد، ولا بتشبه، ولا بأي أمر من الأمور.

أيها الإخوان! أعداء المرأة هم الذين يظهرون اليوم بثياب أنصار المرأة، وبأنهم يدافعون عن حقوق المرأة وعن حريتها، ولكننا على ثقة أن كل من طالب بحقوق المرأة لا يستطيع أن يعطيها جزءاً بسيطاً مما أعطاها الله عز وجل الذي كرمها، فقال سبحانه وتعالى: {لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران:١٩٥].

ولذلك نقول: لا ننخدع بهذه الدعايات المضللة، المرأة المسلمة عليها أن تعرف عدوها، وعليها أن تقرأ كتاب ربها سبحانه وتعالى بتفهم وتدبر ويقظة، وعليها أن تعرف عدوها من صديقها، وحينئذٍ فإننا على ثقة -بإذن الله- أنها لن تنخدع بهذه الدعايات المضللة.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.