للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العمل بالقرآن في واقع النفس والأهل]

وحينئذ على كل واحد منا أن يجسد هذا القرآن في واقعه وفي حياته، بحيث يبحث عن نفسه: ماذا أخذ من تعاليم هذا القرآن وماذا أبقى: صدق في المعاملة، وصدق في الحديث، وضبط للأمور كلها، وتطبيق كامل على النفس.

ثم أيضاً عليه أن ينظر مرة أخرى في واقع أهله وبيته؛ علهم أن يكونوا قد نسوا شيئاً من أوامر الله عز وجل التي هي شرف لهذا البيت، وما يدريك لعل هذه البيوت التي غرق بعضها في كثير مما حرم الله عز وجل، لربما أن ذلك أنساها كثيراً مما كلفها الله عز وجل به، فغفل كثير من الناس عن تربية الأبناء والأهل، ونسوا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:٦]، حينئذ يلزم هذا الإنسان نفسه، ويعاهد ربه سبحانه وتعالى على أن يطهر هذا البيت وينقيه؛ حتى لا يتحمل غداً المسئولية الكبرى التي لا يستطيع أن يتحملها بين يدي الله عز وجل حينما يوقفه الابن، وتوقفه البنت والزوجة والأخت وسائر أفراد الأسرة على شفير جهنم بين يدي الله عز وجل: (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا).