إذاً: تقوى المرأة لله عز وجل أمر مهم جداً، والتقوى حقيقتها: امتثال أوامر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه، التقوى: هي العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثوابه، وترك معصية الله على نور من الله عز وجل خشية عقابه، تقوى الله للرجل والمرأة جميعاً أن يحاسب كل واحد منهما نفسه فيما يفعل ويذر، وفي كل تصرفاته، لاسيما في تعامل الزوجين بعضهما مع بعض، فإن هذا أمر حساس، فقد جعل الله عز وجل على المرأة واجباً عظيماً، حتى قال عليه الصلاة والسلام للمرأة تجاه الرجل:(لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)، ويكفي أن هذا الزوج يتولى أمرها وتربيتها وإعدادها، ويعفها ويطهرها، وينجب لها بإذن الله عز وجل أبناء صالحين، يكونون قرة عين لها في الدنيا والآخرة.
وعلى هذا فإن المرأة مطالبة بالتقوى أكثر من الرجل، وتقواها يعني أن تحفظ فرجها، وأن تصون عرضها، وأن تحفظ زينتها؛ فلا تبرزها إلا لمن أذن الله عز وجل لها في قوله:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ}[النور:٣١] إلى آخر الآية.
تقوى المرأة لله عز وجل معناه: أن تكون دائماً خشية الله عز وجل أمام عينيها، وهي تفعل وتذر، وتترك وتعمل، في كل أمر من أمورها تكون دائماً متقية لله عز وجل، تتصور ساعة القدوم على الله والوقوف بين يديه سبحانه وتعالى، تتصور الفتن التي تحدث من جراء تبرجها، تتصور ساعة الموت والاحتضار والقدوم على الله عز وجل، تتصور القبر وظلمته، تتصور الحساب وشدته، تتصور صحائف الأعمال التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وتحصيها، ولذلك فإن نظرة واحدة ينظر إليها بغير طريق شرعي مباح تسجل عليها سيئة، لا سيما وأن هذه النظرة ربما تكون لها آثار على المجتمع سيئة.