[كفر النصارى والرد على من ينكر ذلك]
إن اليهود والنصارى فئة واحدة، وهناك من المسلمين من يتذرع ببعض النصوص التي لم يفهم حقيقتها ومعناها، حيث يقولون: إن الله تعالى يقول: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة:٨٢].
ونحن نقول لهم: اقرءوا آخر الآيات، فإن الله بين أن هذه الآيات نزلت في قوم من النصارى قد اعتنقوا دين الإسلام، فإن الله يقول في الآية التي بعدها: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة:٨٣]، فقد نزلت في النجاشي الذي اعتنق الإسلام، وحتى لو كانت هذه الآية عامة فإنها لا تدل على أن النصارى إخوان وأصدقاء وأحباء للمسلمين، ولكنها تعني أن نسبة كفرهم أقل بقليل من نسبة كفر اليهود، أما الكفر فإنهم يشتركون فيه؛ لأن الله يقول: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة:٥١].
ويستدل هؤلاء أيضاً بقوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:٦]، وهذه الآية تحمل مبدأ البراءة من الكافرين بنصها، فكلٌ له دين، وكلٌ يحاسب يوم القيامة عما يعمل.
ويستدلون بقوله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} [الممتحنة:٨].
ونحن نقول: إن ذلك حق ثابت، فنحسن إليهم لو كانوا فقراء يعيشون مسالمين للمسلمين، وإذا تحاكموا مع المسلمين فعلينا أن نعدل بينهم وبين المسلمين، أما أن نتخذهم بطانة أما أن نسلّم لهم مقاليد الأمور، ونعطيهم فرص العمل أما أن نسلّم لهم فلذات أكبادنا لتقوم هذه المربيات بإعداد أولادنا وتنشئتهم تنشئة كافرة أما أن نسلّم لهم محارمنا ليقوموا بدور قيادة السيارات في غفلة منا! فهذا هو الخطر، وهذه هي المصيبة، وهذا هو الذي يخالف أمر الله، ويعرض المسلمين عامة إلى خطر كبير.
والقول بأن النصارى ليسوا كَفَرة هو الكفر الصريح.
ألا وصلّوا وسلّموا على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه، اللهم ارض عّنا معهم، وارزقنا حبهم، واجمعنا بهم في مستقر رحمتك.
اللهم إنا نشهدك ونشهد ملائكتك وعبادك الصالحين أننا ننكر كثرة النصارى في بلاد الإسلام، وفي جزيرة العرب التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تطّهر منهم، اللهم لا حول لا لنا ولا قوة إلا بك، ولا نملك أكثر من ذلك، فلا تؤاخذنا بما كسبت أيدينا، ولا بما فعل السفهاء منا، واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
عباد الله! {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:٩٠].
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:٤٥].