أنا طالب جامعي وحيد أسرتي، ويطلبون مني أن أتزوج، مع العلم أني لا أستطيع أن أنفق على هذه الزوجة، فهل تنصحوني بأن أتزوج، أم أصبر حتى تنتهي الدراسة ثم أتوظف وآخذ الراتب؟
الجواب
ننصحه بأن يبادر كما نصح الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب، فإنه قال في الحديث الصحيح:(يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).
وأقول: إن المبادرة بالزواج تعتبر من أهم الأمور التي تحصن هؤلاء الشباب، خصوصاً في وقت الفتنة الذي نعيشه اليوم، فإنه وقت خطير جداً فيه وسائل مغرية وفتن.
فأقول: بادر -يا أخي- بالزواج، وإذا كان يحول بينك وبين الزواج شيء من المال فإننا ندعوا إخواننا المحسنين والذين منَّ الله عليهم بهذا المال أن يقدموا المساعدات لمثل هؤلاء، وإذا كان العائق أمام هذا الأخ أن يبني بيتاً، أو يشتري سيارة جميلة أو ما أشبه ذلك فإني أقول: اتق الله يا أخي؛ فإن الزواج يقدم على كل هذه الأشياء، فباستطاعتك أن تستأجر بيتاً، وباستطاعتك أن تملك سيارة أقل مما تفكر فيه.
إن الزواج له أهمية لا تساويها أي أهمية أخرى، إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(إذا تزوج العبد فقد حفظ شق دينه، فليتق الله في الشق الآخر) يعني أن الزواج يساوي نصف الدين، وعلى هذا فإن كثيراً من الشباب نلاحظهم في أيامنا الحاضرة إذا قيل لأحدهم: تزوج قال: أريد أن أُكَوِّن نفسي.
إلى غير ذلك من الأعذار، إن الزواج يسبب الثراء، ويسبب توافر الخير بيد هذا المتزوج، والله تعالى يقول:{إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[النور:٣٢]، هذا وعد من الله سبحانه وتعالى لمن تزوج وهو فقير أن يغنيه الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(ثلاثة حق على الله أن يعينهم) منهم الرجل يتزوج يريد إعفاف نفسه.
فأقول: أرجو -يا أخي- أن تكون من هؤلاء الثلاثة، ولو كنت لا تملك إلا شيئاً يسيراً فإن الله عز وجل يقول:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}[هود:٦]، فأنت لن ترزق المرأة حينما تتزوج بها، وإنما رزقها سيأتيها من عند الله عز وجل مباشرة، وسيفتح الله عليك طرقاً من الرزق ما كنت تفكر فيها قبل أن تتزوج، فبادر يا أخي.