للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فساد الاقتصاد]

إن من مظاهر هذه الغربة فساد الاقتصاد الذي أصبح الآن يسمى اقتصاداً ولكن الله عز وجل يسمي هذا النوع المنحرف رباً، واعتبر الله عز وجل الربا من أكبر المحرمات، وجعله حرباً لله ورسوله، قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} [البقرة:٢٧٩] أي: تتركوا الربا {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:٢٧٩].

ثم أيضاً يتهدد ويتوعد الله عز وجل من يداوم على أكل الربا بالخلود في نار جهنم، مع أن الخلود في نار جهنم من خصائص الكافرين والمشركين، يقول عز وجل: {وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:٢٧٥].

ومن هنا نقول: إلى متى تتعامل الأمة الإسلامية بالربا؟ وإلى متى ونحن لا نرى الأمة الإسلامية تقلع عن هذا الجرم العظيم وعن هذه الحرب لله ورسوله؟ أليس الله عز وجل الحكيم الخبير الذي شرع أنظمة الحياة ووضع أموراً للتعامل بهذا المال كأي شيء آخر؟ فلماذا لا يستغني المسلمون بما أباح الله عز وجل عما حرم الله؟ أقول: يجب على الأمة الإسلامية أن تنظر في اقتصادها، وأن لا تتعامل بما حرم الله، وعلى المسلم أن يقاطع البنوك التي أعلنت حرباً لله عز وجل وحرباً لرسوله، أن يقاطعها مقاطعة تامة، وأن ينمي أمواله فيما أباح الله عز وجل، وإلا فإن الربا من لم يأكله أصابه من غباره أو دخانه، والرسول صلى الله عليه وسلم: لعن في الربا آكله وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال: (هم في الإثم سواء).

لا بد من أن تقيم الأمة الإسلامية نظام اقتصادها على ما أباح الله عز وجل، لا بد من أن يشكل في كل بلد إسلامي بصفة عامة وفي بلد الحرمين الشريفين بصفة خاصة لجنة شرعية تخاف الله عز وجل وعندها وعي واطلاع على الأنظمة الاقتصادية التي أباحها الله عز وجل، لتقيم نظامها الاقتصادي على وفق شرع الله وما أباح الله، قبل أن تصهر هذه الأجسام التي أكلت الربا بالنار؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أي جسم نبت من سحت فالنار أولى به).

فالربا أمره خطير ويتساهل فيه كثير من الناس، وأنظمة العالم اليوم تكاد تجمع على أنها لا تستطيع أن تقيم نظام اقتصادها إلا على هذا الربا، ولكننا على ثقة من أن الله عز وجل الذي حرم الربا وسد أمامنا هذه الطريقة المنحرفة أنه فتح لنا آلاف الأبواب لننمي أموالنا فيما أباح الله عز وجل.