كنا عندما تذكر البطولة والبطل لا تنصرف العقول إلا إلى حمزة وخالد وعلي وأسامة وأمثالهم، واليوم أصبحت العقول تنصرف إلى أبطال المصارعة والملاكمة والكرة، فما الفرق بين بطولة هؤلاء وبطولة أولئك؟
الجواب
الحقيقة أنه ليس هناك تقارب حتى يكون هناك فرق، وأن الفساد الذي بدأ يصور لنا البطولة في هذا النوع من أصحاب الملاكمة وغيرها إنما هو بسبب فساد في الأذواق وانحراف في الفطرة، حتى أصبحنا لا نتصور معنى البطولة، كما أصبحنا لا نتصور معنى الرجولة، وعلى هذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأن الأمانة سوف تفقد حتى يقال للرجل: ما أحلمه ما أعظمه وليس في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان؛ لأن الموازين والمعايير والمقاييس قد اختلت في أيامنا الحاضرة، فأصبحت هناك موازين ومقاييس غير الموازين والمقاييس التي يجب أن يأخذ بها الناس، لكن في إمكان الناس بأن يقرءوا تاريخهم الحق فيعرفوا من هو البطل ومن هم الرجال، ليعرفوا بعد ذلك الفرق بين البطل في الماضي والبطل في الحاضر.