للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطر الازدواجية بين الخير والشر]

السؤال

نرجو توضيح دور الآباء أو ما يمكن أن يفعله الآباء في سبيل تجنيب أبنائهم الازدواجية الخطيرة بين الخير والشر وعدم التفريق بينهما والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم.

هذه الازدواجية خطيرة جداً؛ لأن الشر والخير دائماً في هذه الحياة يتصارعان، وهذه سنة الله في هذه الحياة، قال تعالى: {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ} [هود:١١٦]، وهذا دليل على أن الخير موجود والشر موجود في الأرض، لكن المعروف أن الفساد منعزل عن الخير والخير منعزل عن الشر، أما أن تكون ازدواجية بهذا الشكل فنفاجأ بإنسان نجده يمتاز بتدين وله أخلاق وله فضائل ثم نجده من جانب آخر له سيئات كبيرة فهذا نوع من الازدواجية، أو أشياء تصل إلى بيوت الناس من هذه الأفلام المحرمة فتقرن بين الخير والشر، ويختلط فيها الخير بالشر، فهذه أشياء يجب أن يميز كل واحد منها عن الآخر، وأنا ضد الذين يدعون إلى مزاحمة الشر بالخير، فأرى أن ينعزل الخير عن الشر، لكن حينما يكون ذلك فأنا أدعو الذين لهم سلطة أن يميزوا أحدهما عن الآخر، وإذا لم يكن ذلك فندعوا كل صاحب بيت إلى أن يميز أحدهما عن الآخر إن استطاع، وإن لم يستطع فإن عليه أن يجنب هذا البيت كل هذه الأشياء، وأن يقف سداً منيعاً على باب داره حتى لا تتسرب إليه هذه الأشياء فتوجد في نفوس أبنائه وذريته ونشئه هذا الخطر الشديد الذي أخشى منه أن يأتي يوم على هؤلاء الأطفال -حينما يختلط ذلك بعقولهم ودمائهم ولحمهم وعظامهم- لا يميزون فيه بين الخير والشر.