للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم إضاعة الأموال في تتبع الموديلات والأزياء]

السؤال

هناك بعض النساء ترهق زوجها وتغضبه، وتجهد نفسها في شراء آخر موديلات الملابس، فما هو الحكم؟

الجواب

هذه من أكبر الأخطار، تتبع الموديلات والأنواع من الألبسة التي تواجد في الأسواق، وأخطر من ذلك هؤلاء الذين يروجون هذه الأشياء، حتى كان من هذه الموديلات ما يثير الفتنة في الرجال على النساء بسبب هذه الملابس، وعلى كل فأول وأقل ما في هذه الأمور هو تضييع المال، وهذا المال هو مال الله عز وجل؛ لأن الله قال: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد:٧]، فدل على أن هذا المال مال الله، فلا يجوز لأحد أن يتصرف فيه إلا فيما يرضي الله سبحانه وتعالى وفي المباح، والمغالاة في الألبسة والذهب والموديلات والموضات يؤدي إلى إفساد هذا المال، وهذا المال فيه حقوق كثيرة، فلنا إخوان كثيرون يفقدون لقمة العيش، ومن الذي يستفيد من هذه الأشياء؟! مصانع تكون في بلاد الكفر، وربما تذهب كل هذه الأموال أو جل هذه الأموال إلى بلاد الكفر التي تصدر لنا هذه الألبسة وهذه الأقمشة.

وعلى كل فإني أقول: نحن ملزمون بالاقتصاد، حتى لو كانت المرأة ذات مال وتحصل على المال بنفسها فإنها ملزمة بهذا المال أن تحافظ عليه وفق شرع الله عز وجل، أو كان هذا المال لزوجها فلا ترهق هذا الزوج بما لا تستفيد منه، أو بما لا يستفيد منه المجتمع، ولها أن تأخذ بنصيب من هذه الزينة؛ لأن الله تعالى يقول: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف:٣٢]، لكن ليس لها أن تبالغ كما يبالغ كثير من النساء في أيامنا الحاضرة، فتغير الذهب بعد كل فترة، فتخسر فيه أموالاً كثيرة، وتغير الألبسة، وتهجر هذه الملابس الجديدة التي تغيرت الموضة بالنسبة لها وجاءت موضة جديدة، هذه من أكبر الأخطار وأكبر الفتن، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق النساء للالتزام والمحافظة.