للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم جر الثوب وإسباله]

السؤال

نرى كثيراً من الناس يجر ثوبه تحت كعبيه، وإذا ناقشته في ذلك احتج عليك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لـ أبي بكر الصديق: (إنك لست ممن يجره خيلاء)، فما رأي فضيلتكم في ذلك؟

الجواب

هذا الوضع له ثلاث حالات: الأول: جره خيلاء، وهذا -نعوذ بالله- فيه وعيد شديد، قال عليه الصلاة والسلام: (من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)، وقال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)، وهذه أخبث المراحل أن يجره خيلاء، وأن يصل إلى الأرض ويخط في الأرض ويقصد به الخيلاء، هذا لا ينظر الله إليه، وأخاف أن عباداته مردودة عليه، حتى إذا صلى وهو يجره فأخشى على صلاته هذه ما دام أن الله تعالى لا ينظر إليه.

الثاني: لا يجره ولكنه لا يصل إلى الأرض ولا يقصد به الخيلاء، وإنما ينزل عن الكعبين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار).

الثالث: لا يريد جره، ولا جره، وإنما نزل منه بدون إرادة، مثلاً: لبس ثوباً مفاجأة فوجده طويلاً، ولا يتمكن في هذه اللحظة أن يرفعه، أو لبس مشلحاً أو ما أشبه ذلك فوجده طويلاً، أو لبس إزاراً مسترخياً، فهذا هو الذي يقصده الرسول صلى الله عليه وسلم مع حال أبي بكر حينما قال: (إن إزاري يسترخي يا رسول الله! قال: إنك لست ممن يفعله خيلاء)، وهذا لا شيء فيه؛ لأنه ما قصد الخيلاء ولا الإسبال.