أيها الإخوة المؤمنون! إن المحروم هو الذي تمر به مثل هذه الفرص الثمينة ثم يفوتها، وتنصرف أيام رمضان دون أن يستعتب أو يتوب أو يرجع، فما يدريك يا أخي! لعل هذا الشهر آخر فرصة من فرص حياتك، وربما لا تدرك رمضان آخر! أما علمت أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمة يقلبها كيف يشاء؟ أما علمت أن الجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله، وأن النار مثل ذلك؟ فاتقوا الله يا معشر المسلمين! وأكرموا هذا الشهر بالعبادة، وأقيموا أيامه بالصيام، وأقيموا لياليه بالعبادة والتهجد، وعليكم بصلاة التراويح؛ فإنها سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلنا، واعلموا أن الله ينزل حينما يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا فيقول:(من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ وذلك كل ليلة).