أهم هذه الأخطار دعاة الضلال، وما أدراك ما دعاة الضلال! دعاة الضلال الذين يريدون أن يصرفوا الناس عن المنهج الصحيح ويفسدوا الفطرة، أرادوا أيضاً كذلك أن يحولوا بين المرأة وبين دينها، فقام دعاة الضلال -سواءٌ أكانوا من أعداء الإسلام الذين يأتون من الخارج، أم من أفراخهم الذين يولدون ويعيشون بيننا ويتسمون بأسماء المسلمين من أحمد ومحمد وعبد الله وعبد الرحمن- في كثير من الأحيان يتحدثون عن المرأة، ويقولون: نريد حرية المرأة، نريد حقوق المرأة، نريد أن يتنفس المجتمع برئتين بدل أن يتنفس برئة واحدة، نريد ونريد إلى آخره.
هؤلاء الدعاة خدعوا بعض النساء، فقالوا: الصحيح أن الإسلام ظلم المرأة.
والصحف تتكلم عن ظلم المرأة، والمجلات والكتب بل وبعض الخطباء، ويقولون: حقوق المرأة ضاعت، وحرية المرأة ضاعت، ونحن نحافظ عليها.
وهم أكبر عدو للمرأة.
هؤلاء دعاة الضلال سواء أكانوا من الخارج أم الداخل هم أخطر شيء على المرأة في أيامنا الحاضرة، ولذلك اغتر بعض النساء بهذه الدعايات المضللة، فتبرجت المرأة وتفسخت، وخرجت عن الإطار الذي رسمه الله عز وجل لها، وتنكبت الطريق الذي اختاره الله عز وجل لها، وهذا يعتبر من أخطر وأعظم الأمور، مرة يقولون: الحجاب تقوقع ورجعية وتخلف، الحجاب موروث من القرون الوسطى، الحجاب موروث من دولة كذا، الحجاب ليس من الإسلام! ومرة أخرى يقولون: المرأة عليها أن تقود السيارة، وتشتغل مع الرجل، المرأة إنسان كامل إلى آخره.
هؤلاء -والله- لا يريدون خيراً للمرأة، ولو أرادوا الخير لوجدوا أن أعظم نظام وأعظم منهج يحترم المرأة هو هذا الدين.