للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[انتشار فساد النساء في بلاد الإسلام]

اترك بلاد الكفر وتعال إلى بلاد الإسلام، لقد بلغ الأمر ذروته، وكاد أن يصل إلى ذلك الحد الذي وصلت إليه بلاد الكفر، وذلك في البلاد الإسلامية التي سبقتنا إلى إخراج المرأة عن بيتها بدون حاجة ولا ضرورة، فقد أصبح الفساد في قمته.

أما بلادنا هذه فقد حماها الله عز وجل بنظام شرعي، وبتحكيم شرع الله، لكني أرى كثيراًً من القوم الذين يسوءهم أن تكون هذه المرأة المسلمة وفق المنهج الذي جاء من عند الله عز وجل، يشعرون بالقلق والضيق، ولذلك فإنهم دائماً وأبداً يبحثون عن الطريق التي يخرجون فيها المرأة، لاسيما وأن المرأة أصبحت حياتها غير منضبطة في بلادنا، فالتعليم أصبح ليس له حدود ولا ضوابط في بلاد الإسلام، ممكن أن تبحث عن هذا التعليم في أي حالة من حالاتها ولو كبر سنها ولا تنتهي بمرحلة معينة، بل ولا تنتهي بسن معين، بل وتفكر بالعمل المستمر الدائم، ولو أدى ذلك إلى أن تهمل الحياة الزوجية التي حدد الله عز وجل لها وقتاً، وقال: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور:٣٢]، إلى غير ذلك.

وما تسمعونه من أخبار تفلت النساء في كل بلاد المسلمين إنما سببه ووراءه قوم يحملون خطراً عظيماً على هذه المرأة، حتى سمعنا أن الجامعات التي تختص بالبنين فيها الآلاف من البنات، وحتى سمعنا أن هناك دوائر رسمية مهمة أصبحت المرأة تنافس فيها الرجل.

بيدي خطاب من شركة (سمارك) يقول: الآن تكاد النساء أن تغلب الرجال في هذه الشركة، حتى التدريب يختلط فيه البنين والبنات، وحتى إن هناك وظائف لا تصلح إلا للرجال أصبحت تمارسها النساء، وبيدي قصاصة جريدة من رجل مجرم في صحيفة تسمى (الفجر الجديد)، وإن لم تكن من المصنعة في بلادنا لكنها من الوافدة التي فقدت الرقابة، هذا الكاتب يشكر لحكومة الكويت وأنا لا أشبهها إلا ببني إسرائيل، فإنهم حينما خلصهم الله عز وجل من البحر وجدوا قوماً يعبدون الأوثان: {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف:١٣٨].

يقول هذا الكاتب: إن حكومة الكويت أحسنت حينما منعت النساء المبرقعات من قيادة السيارة، ولا يقصد أنها أمرتهن بالحجاب، وإنما يقول: لا بد من إزالة هذا الغطاء نهائياً؛ لأنه من يدري من تحت هذا البرقع لعله يكون جاسوساً.

قاتلهم الله أنى يؤفكون! الجواسيس يرفعون رءوسهم مكشوفة الوجه لا يحتاجون إلى أن يتستروا، المسلمون والنساء الصالحات هم الذين يحتاجون إلى التستر في مثل هذه الأيام، وعلى هذا نقول: إنها مصيبة وفتنة.

وهذه الصحيفة كأنها تتهمنا بأن تخلفنا لأننا لم نسمح لنسائنا على شواطئ البحار بـ (المايوه): فيقول هذا الكاتب: إسرائيل نساؤهم تخرج بالمايوه ولكنها تدافع عن وطنها، أما نحن فقد انشغلنا بلباس المرأة وحلق اللحية والشارب إلخ كلامه.

وأصبح يسخر من الدين، والله يا إخوان هذا الإعلام لو وجد في أي بلد من بلاد العالم في أيام عز الإسلام لما كان يسمح له أن يتسرب إلى بلاد المسلمين، ففيه سخرية من اللحية! وسخرية من الدين! فهؤلاء هم الذين ورطوا المرأة فأخرجوها من إطارها، ولعلكم لم تنسوا الفتن التي مرت في بلادنا هنا في أيام المحنة؛ لأن أعداء الإسلام المتربصين يكرهون الدولة، ومن كراهيتهم للدولة كما عرفتم لما انشغلت الدولة بحرب العراق ماذا فعل أولئك؟ جاءوا بكل المشاكل وحشوها في بلادنا هنا؛ من أجل أن يربكوا الدولة ويشغلوها، ولذلك هم يكرهون بقاء المرأة لا من أجل سعادة المرأة، وإنما يكرهون بقاءها في البيت من أجل أن تفسد المرأة، ومن أجل يفسد المجتمع، فماذا أعددنا لذلك أيها الإخوة؟ هؤلاء القوم الذين يكرهون الإسلام ويحقدون على هذه الدولة التي تحكم شرع الله عز وجل كما أحسبها، ومن أجل ذلك فإنهم يشكلون هذه البلابل في بلاد المسلمين وهذا أمر يتطلب منا الجد، وإذا قام خطيب يقول للناس: اتقوا الله، أصبح موضع شك لدى كثير من المسئولين كما تشاهدونه في كثير من الأحيان.

على كلٍ: فإن سعادة المرأة أن تبقى في البيت، وليس معنى ذلك أنها تبقى في الحريم كما يقول أعداء الإسلام، نقول: في البيت؛ لأن لديها دوراً مهماً، هذا الدور لا يقوم به الرجل، ولا يقوم به كل أحد، حتى المربية التي جئنا بها من بلاد الكفر، أو من بلاد الإسلام، وحتى الخادمة وحتى لا يمكن أن تقوم بهذا الدور، ولا يقوم به إلا الأم التي عندها من العاطفة والحنان ما ليس عند أحد آخر.

ولذلك الشيوعية لما انتشرت كانت تخرج المرأة عن البيت، وتأخذ الطفل منذ ولادته إلى المحضن، ثم تأخذه إلى روضة الأطفال، ثم بعد ذلك لا يلتقي هذا الطفل بأمه إلا بعد أن يكبر كثيراً، وبعد أن يقسو قلبه فلا يشعر نحوها بالعاطفة، ومن هنا كانت الهوة البعيدة بين الابن وأمه وأهله وعشيرته، من أجل أن يكون الأطفال للدولة، كما قدمتهم في حرب أفغانستان بما يسمى بالكومندوز الذين وجهتهم كأبناء للدولة يقاتلون بهم الأفغان ويعدونهم للحروب.

على كلٍ: كفى الله المؤمنين القتال، وسقطت الشيوعية وما عندها من مخططات، وتبين أن بقاء المرأة في البيت هو طريق السعادة.