ماذا عن تربية الأبناء في ظل هذا الإعلام؟ وما رأيكم فيما سمع عن نية إطلاق قمر صناعي يبث في الخليج وغيرها من المناطق؟
الجواب
الحقيقة أن العلم الحديث جر آثاراً سيئة بمقدار ما جاء بحسنات، فالعلم الذي نقل الأفكار من الشرق إلى الغرب بواسطة التسجيل والمذياع والوسائل الأخرى، هو الذي جاء أيضاً بهذه الوسائل التي لها أخطار كبيرة على الناشئة، بل إنه أحدث ازدواجية في نفوس طائفة من الشباب والأطفال الذين لا يدرون أيصدقون ما يجدون من اللهو واللعب بجوار ما يسمعون من الخير والحكمة؟! أهذا المقصود أم ذاك؟! ولربما يخرج هذا الطفل وهو لا يميز بين النافع والضار، والحلال والحرام، والخطر والمفيد.
وعلى كل حال فإن وسائل الإعلام أخطارها معروفة، لأنكم أدركتموها، ودور كل واحد منا أن يتقي الله عز وجل في أمانته، وأن يحول بين أهله وذريته وبين الوسائل التي أصبحت تجر كثيراً من الأخطار على الناشئة.
أما بالنسبة للقمر الصناعي فهو سيأتي بجديد من الأخطار بلا شك، لكننا نقول من جهة أخرى: وسائل النقل التي تنقل الناس أصبحت الآن متوافرة، وتصوروا كم نسافر يومياً من البلاد الإسلامية المحافظة إلى البلاد التي لا ترعى إلاً ولا ذمة في دين الله، آلاف الشباب يومياً يسافرون؛ حتى انتشرت المخدرات والمحرمات بسبب هؤلاء، ولربما انتقل شيء من الأمراض والأوبئة التي جاءوا بها من تلك البلاد.
المهم أن هذا سيضيف شيئاً جديداً، بحيث يصبح الإنسان الذي كان لا يشاهد من وسائل الإعلام إلا ما يخضع لشيء من الرقابة، التي ما أدت دورها، سوف يأتي يوم من الأيام وبإمكانه أن يشاهد كل شيء، والسبيل للنجاة لا يخلو من أحد أمرين: الأمر الأول: هو الحق، الثاني: فيه بعض الحل للمشكلة.
أما الأول: فهو أن يكون المؤمن قوياً في شخصيته، يحرس بيته وأهله وأسرته بالإيمان، ولا يسمح لأي شر أن يتسرب إلى بيته.
أما الشيء الآخر: فهو -على الأقل- أن يراقب هذه الأشياء، وأن يحاول أن يخفف من مصائبها لعل الله سبحانه وتعالى أن يقيه من هذه الفتن.
٠ وأول ذلك وآخره هو أن نربي الناشئة على طاعة الله عز وجل؛ حتى يستطيعوا أن يعرفوا النافع من الضار، إضافة إلى ما نقدمه من الحيلولة بينهم وبين هذه الوسائل القديمة أو الجديدة.