إن المسلم قد يقع في مأزق من المآزق أمام عدو من أعدائه في هذه الحياة، لكن له سيرة حسنة مع إخوانه المسلمين, فالله عز وجل قد يعجل له شيئاً من الجزاء، فيخلصه من هذه المشكلة في هذه الحياة، ولذلك فموسى توسل إلى الله عز وجل وقال:{رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[القصص:٢١]، فنجاه الله تعالى من القوم الظالمين، ثم اتجه في طريقه إلى أرض مدين, ولما اتجه في طريقه إلى أرض مدين -وهي في حدود بلاد الشام- رأى ظلماً آخر، وهذا الظلم الآخر للمرأة المسكينة؛ لأن المرأة لا تظلم إلا في ظل جاهلية، لا تظلم في ظل دين, فامرأتان تذودان معهما غنم، وهذه الغنم لا تشرب من البئر حتى يصدر الرعاء، ما هو السبب؟ السبب أن اللاتي ترعى هذه الغنم هن امرأتان ضعيفتان، أما البقية فكانت مع رجال أقوياء, فكانت المرأة مغلوبة، ولذلك فإن موسى عليه الصلاة والسلام رأى أن هذا حق قد هضم، وأن هاتين المرأتين قد ظلمتا في ظل هذه الجاهلية، {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ}[القصص:٢٤].