للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم السفر للمعصية والمجاهرة بها]

السؤال

ما حكم الذين يسافرون إلى بلاد الدعارة، ويزنون هناك جهاراً نهاراً، ويتفاخرون إذا رجعوا إلى بلادهم، ودليل ذلك ما يحملون معهم من صور وأشرطة وغير ذلك؟! فما هو العمل تجاههم، لا سيما وأننا نجد بعض أوليائهم أو بعض الصالحين من إخوانهم يتربون على أظهرهم، ويدعون لهم بالسلامة بعد عودتهم، دون الوقوف أمامهم وردعهم مما هم عليه؟

الجواب

الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) فهناك معصية، وهناك معصية أكبر منها وهي المجاهرة بها نعوذ بالله، وإذا وصل الأمر إلى المجاهرة بالمعصية جاء الخطر، ولذلك ذكر الله تعالى ثلاث مراحل للخطر في القرآن: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} [الأنعام:١١٣] قوله: (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ) أي: الميل طبيعي في النفوس.

(وَلِيَرْضَوْهُ) وهذا هو الفعل.

(وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ).

فالذي يعصي الله عز وجل ويستر على نفسه ويبادر بالتوبة والإنابة إلى الله عز وجل، فالله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعافي، أما الذي يرتكب المعصية ويضيف إلى المعصية معصية أكبر منها وهي المجاهرة بها فهذا لا يعافى؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين).

نقول لهؤلاء: اتقوا الله فلكم أهل ولكم زوجات، ولربما لكم بنات ولكم أخوات ولكم عشيرة، أما تخشون على هؤلاء من أن يقعوا فيما حرم الله عز وجل؟! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (عفوا تعف نساؤكم) نسأل الله العفة والعافية والسلامة.

ونقول لهؤلاء الآباء: اتقوا الله فلا يذهب أولادكم إلى تلك البلاد، لا سيما الشاب الأعزب الذي لم يعرف قدر الغيرة على المحارم، والذي يرى أمام عينيه هناك أعداء الله وقد فتحوا أبوابهم لسلب أموال المسلمين وأخلاق المسلمين، اتقوا الله فلا تشجعوا هؤلاء الأولاد، ونقول للمسئولين أيضاً: اتقوا الله، فيجب أن تكون هناك عراقيل أمام سفر هؤلاء إذا كنا نخشى عليهم، والخشية موجودة والفطرة البشرية تدعو إلى ذلك.