للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية علاج الشهوات]

السؤال

إذا وقع الشاب المسلم في الشهوات، وحاول أن يتخلص منها ولكنه لم يفلح، فما هو علاج مثل هذه الحال يا فضيلة الشيخ؟!

الجواب

ليست هناك شهوة محرمة وإلا ويقابلها شهوة مباحة، فالزنا -وهو من أعظم الشهوات- يقابله الزواج، قال عز وجل: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} [النساء:٣]، والسرقة يقابلها الكسب الحلال، والربا يقابله البيع الشريف والشراء، وهكذا كل هذه الشهوات المحرمة والمغريات الموجودة في الحياة لها مقابل مما أباح الله عز وجل؛ لأن الله سبحانه وتعالى ما سد طريقاً أمام الناس إلا وفتح لهم أوسع منها، والإسلام لا يؤمن بنظرية: ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء بل يسد طريقاً ويفتح مائة طريق بدلها، وإذا كان هناك أحد الناس وقع في هذه الشهوات المحرمة ويريد أن يتخلص منها فنقول: طريق الخلاص واضح وبين، فعليك أخي! أن تبحث عن الحلال بدلاً من الحرام، فإذا كنت قد اُبتليت بمحرم فانظر إلى أقرب طريق يخرجك من هذا المحرم، وتصور يا أخي! عظمة الله عز وجل، ومن تعصي أنت؟! ثم تصور ساعة الوقوف بين يدي الله عز وجل، ثم تصور ساعة الموت قبل ذلك، وأن الموت يأتي فجأة لا سيما في أيامنا الحاضرة التي تُختطف فيها أرواح الشباب أكثر من أرواح الشيوخ، والأصحاء أكثر من المرضى، فتصور هذه الأشياء وبادر بالتوبة، ولا تسوف.

فيا أخي! بادر بالتوبة، وابحث عن البديل، ولا تسوف في التوبة، واعلم يا أخي! أن الله عز وجل يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:٥٣]، فبادر بالتوبة قبل أن يقفل الباب.