ذكر الله عز وجل بعد ذلك شيئاً من الحدود، بعد أن أمر بالالتزام والوقوف عند حدوده سبحانه وتعالى، فذكر أمر النساء اللاتي يقعن في الفاحشة، فكما عظم الله عز وجل أمر النساء، وأمر بعشرتهن، والإحسان إليهن، وإتيانهن حقوقهن، هنا عظم الفاحشة وهي: فاحشة الزنا، والعجيب أن أمور الزنا والفواحش دائماً يبدأ فيها بالنساء قبل الرجال، وليست الفاحشة مقصورة على المرأة؛ بل لا تكون إلا بين الرجل والمرأة، ولكن لما كانت المرأة أعظم شناعة، وأشد قبحاً، وأعظم خطراً؛ فإن الله تعالى يقدم في مثل هذه الأمور المرأة على الرجل، كما قدمها في سورة النور في قوله سبحانه وتعالى:{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}[النور:٢]، فقدم الزانية على الزاني، وهنا قدم حكم النساء أيضاً على حكم الرجال فقال سبحانه:{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ}[النساء:١٥].