[موقف المنافقين والمرجفين من الإسلام حول قضية المرأة]
وفي بلدنا هذا بالذات بدأنا نسير خلف الركب، وبدأنا نسير من حيث يتراجع أولئك!! وصار بلدنا اليوم يعيش ضجة كبرى حول المرأة؛ فهناك من يقول: إن الإسلام سوّى بين الرجل والمرأة في كل شيء!! وهناك من يقول: إنه ظلم المرأة وسلبها حقوقها!! وهؤلاء وأولئك يقولون في شرع الله بغير علم؛ فهو لم يسوّ بينهما في كل شيء، وهو أيضاً لم يظلم المرأة، بل أكرمها الله عز وجل بالإسلام، وهو الذي أخرجها بدينه من الظلمات إلى النور، وهؤلاء نوعان: نوع جاهل، بالرغم من هذه الشهادات الجامعية التي يحملونها، فإنهم -كما قال سبحانه وتعالى-: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}[الروم:٧]، لأنهم درسوا كل شيء في هذه الحياة إلا العلم بالدين! وعرفوا كثيراً إلا ما له صلة بالدين! فضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل.
وهناك نوع مبغض هدفه الوحيد السعي إلى هدم قواعد هذا الدين، والإطاحة به ولو كان ممن ينتسب إليه، والله عز وجل يقول عن هؤلاء:{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}[النساء:٢٧].
وهؤلاء أيضاً على نوعين: هناك نوع يحمل الحقد الدفين على هذا الدين، ويعلم علم اليقين أنه بطريق المرأة يستطيع أن يهدم أعز شيء في هذا الوجود، لأن قائلهم يقول: لا أحد أقدر على جذب المجتمع من هذه المرأة.
ومن هنا خططوا ونظموا أمرهم، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال:٣٠]، ولقد بدأ تنفيذ هذا المخطط منذ أن ارتفع شأن الإسلام وعلمه في المدينة النبوية، يوم وصل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام هناك دولة التوحيد، حديث انبعث هناك حزب اليهود على يد عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أسلم ظاهراً لهدف هدم الإسلام ثم جاء من بعده أتباعه يتواصون بهدم الإسلام، ويعقدون المؤتمرات، ويرسمون المخططات، وأهمها: حرب المسلمين بواسطة المرأة، ولم يصل النصيريون إلى حكم سوريا إلا بهذا الطريق أيضاً.
وهناك نوع مقلد، لكنه لم يفكر بهذه النتائج، حدثنا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:(لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).
وهذه الأصناف كلها وإن اختلفت مشاربها، وتفرعت سبلها تجتمع في مصب واحد وهو محاولة القضاء على الدين والأخلاق، ولكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ومتم نوره ولو كره الكافرون، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة:٣٣].
والمقلدون أخطر على الإسلام من الكفار لأنهم كما قال سبحانه وتعالى:{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ}[الحشر:٢]، ونحن نقول: وبأيدي الكافرين، وهؤلاء عاشت طائفة منهم هناك في البلاد الكافرة، وأعجبوا بأخلاقهم، وانغمسوا في فسادهم، حتى تمنوا لو أسرعت بهم الأيام وعادوا إلى بلادهم الطاهرة المتخلفة -كما يظنون- ولو سمحت لهم الظروف، ومكنتهم مراكزهم الوظيفية ومكانتهم الاجتماعية لقضوا على هذا الدين في أقرب وقت ممكن، ولقد تحقق لطائفة منهم سلطات ومناصب مختلفة، فصار كالسبع الجائع، سواء بواسطة الصحافة، أو الأفلام، أو غير ذلك من وسائل الإعلام الأخرى.
وأنتم تقرءون في بعض صحف العالم الإسلامي، وتدركون ما تحمله من الخطر في مقالاتها وقصصها من هجوم عنيف على الإسلام، وحرب شعواء على تعدد الزوجات، وذلك بطريق مفهوم التشجيع على الفاحشة، وتدخل في حكم الله في شئون الطلاق، واتهام لرسوله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وسخرية من الحجاب وغير ذلك.