أيها الإخوة! لا بد من العودة إلى الله تعالى، أنا أدعو المسلمين كافة وأبدأ بنفسي إلى أن نتفقد أحوال أنفسنا، ونحن الآن نقف أمام حرب مع عدو حاقد، حاسد للإسلام، متربص منذ مدة طويلة ينتظر مثل هذه الفرصة، ووالله الذي لا إله غيره لن يخلصنا منه قوة من قوى الأرض إلا أن نعود إلى الله عز وجل تائبين، والله تعالى يقول:{إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[الأنفال:٢٩]، ويقول في مكان آخر:{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا}[آل عمران:١٣]، ما معنى (آية)؟ أي: استفيدوا من ذلك الدرس، أما أن يمر بكم ذلكم الدرس دون أن تستفيدوا فإن هذه هي المصيبة، لكن النظر إلى الكثرة دون الكيفية؛ ودون أن ننظر إلى تعلق الناس بالله عز وجل واستجابتهم لأمر الله هو بداية الدمار والمصيبة للأمة الإسلامية.
ودائماً أكرر وأقول لكم: خمسة آلاف من الملائكة مسومين في معركة بدر، جبريل واحد منهم، وهو الذي حمل في أحد أجنحته ديار قوم لوط وقلبها، ومع ذلك يذكر الله تعالى أنهم لا ينتصرون إلا بإرادته:{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}[آل عمران:١٢٦]، فإذا كانت الملائكة مع خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم بقيادة خير الملائكة جبريل مع خيار الصحابة؛ لا ينتصرون إلا بإرادة الله، إذاً: لن تنتصر أمة إلا بإرادة الله عز وجل في أي عصر من العصور، مهما كانت قد أوتيت من وسائل التقنية الحديثة ومن العدد والعدد وغير ذلك، فإن الله تعالى يقول:{وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}[آل عمران:١٢٦].
وإذا جاء النصر من عند الله:{كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة:٢٤٩]، وهنا يقول الله تعالى:{إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}[الأنفال:٢٩]، أيضاً هناك زيادة:{وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الأنفال:٢٩]، ثلاثة أشياء: فرقان؛ وهو النصر الذي يريده كل الناس قال تعالى:{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ}[الصف:١٣].
ومغفرة الذنوب.
وتكفير السيئات.
يقول الله تعالى:(وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ): يتكرم عليكم بهذا الأمر.