[نصيحة في كيفية دعوة الناس إلى الله عز وجل]
السؤال
لقد تحدثت عن الاستقامة والبدعة في هذا العصر، فما هو العمل لمحاربة هذه البدع، والعمل من أجل إقامة الخلافة الإسلامية، ونشر دعوة الإسلام كما أراد رب العالمين؟ وما هي نصيحتكم لهذا الشباب المسلم الذي يتعرض للكبت من جميع الجوانب في أنحاء العالم؟
الجواب
نستطيع أن نحارب البدعة عن طريق إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأني قلت لكم: إن الإسلام دائرة مقفلة لا يمكن لأي واحد أن يزيد فيها، ولا يمكن أن تتسع لغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند ربه؛ ولذلك نلاحظ أن الذين أحدثوا في دين الله لا بد أنهم أماتوا السنن، وأنهم لو لم يخرجوا سنة ليتركوا فراغاً لهذه البدعة ما استطاعت هذه البدعة أن تنفذ في دين الله عز وجل، والطريق هو أن نحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ندعو الناس إلى العودة إلى الأصل، وإلى المنبع الأصيل الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه، ومن هنا تتساقط البدع؛ لأن الفراغ الذي تركته تلك السنن هي مواقع هذه البدع.
وعلى هذا فإننا نقول: لا بد من إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإصلاح ما أفسده الناس، وهذا هو منهج الغرباء الذين لهم الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (طوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس).
أما إحياء الخلافة الإسلامية، فالخلافة الإسلامية قد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها هي آخر المطاف في حياة البشر، كما في الحديث: (ثم تكون خلافة على منهج النبوة)، فذكر أن الأمر سوف ينتهي في يوم من الأيام بخلافة على منهج النبوة.
والطريق هو دعوة الناس إلى العودة إلى دين الله، وإلى تحكيم شرع الله، وتحكيمهم شرع الله هو الخلافة على منهاج النبوة.
ونصيحتي للشباب المسلم الذي يتعرض للكبت في أنحاء العالم بعده أمور: أولاً: أن يضبط نفسه، وأن يحفظ توازنه، وأن يتقي الله عز وجل في هذا الدين وفي هذه الأمة، فنحن لا نريد شباباً متهوراً يفسد أكثر مما يصلح، نطالب هذا الشباب أولاً بالعلم، والعلم هو أفضل طريق للحياة السعيدة.
ثانياً: نطالب هؤلاء الشباب أيضاً بالتوازن في الدعوة إلى الله عز وجل، فالشباب المخرب الذي يكسر ويفسد في الأرض، هذا لا يمكن أن يصلح، وإنما يفسد أكثر مما يصلح، بل ندعو هؤلاء الشباب إلى أن يقوموا بالدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة، وهذا هو منهج المرسلين عليهم الصلاة والسلام، فإن الله تعالى يقول: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:١٠٨] وهذا هو المنهج الصحيح.
ندعو هؤلاء الشباب إلى أن يلزموا الجماعة، وإلى أن ينضم بعضهم إلى بعض، ليسلموا من هذه الفتن التي يعيشون معها وتعيش معهم، فقد جاء عن حذيفة بن اليمان حينما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عما يحدث في آخر الزمان، وأخبر بأنه سوف يأتي دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقال حذيفة: (فماذا تأمرني يا رسول الله إن أدركني ذلك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: الزم جماعة المسلمين وإمامهم) فلزوم الجماعة أمر مطلوب، والدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة هي طريق السعادة فقال: (قلت: يا رسول الله! وإن لم يكن للمسلمين يومئذ جماعة ولا إمام؟ قال: فاهرب بدينك).
ونحن نقول: هذا غير موجود، فالجماعة للأمة الإسلامية موجودة، وسوف تبقى هذه الجماعة ما بقيت السماوات والأرض، وما بقيت الحياة الدنيا، وعلى هذا فإننا ندعو هؤلاء الشباب إلى الحكمة والعلم، وإلى التوازن وضبط النفس، والنشاط في الدعوة إلى الله عز وجل؛ لأنه الآن قد تبين الرشد من الغي، وما دام أنه قد تبين الرشد من الغي أصبح المجال مجالاً مهماً للدعوة؛ حتى تتسع هذه الدائرة، وحينئذ لا يكون في هذه الأرض حكم إلا لله سبحانه وتعالى.