أيها الأخ المسلم! أعداء الإسلام منذ فجر الإسلام وهم يخططون لهذا الدين، وللإطاحة بهذا الدين، ويسلكون شتى الوسائل وكل السبل التي يعتقدون أنها كفيلة في الحط من هذا الدين، أو النيل من الأمة الإسلامية، وقد كان الصراع مدة طويلة من الزمن وجهاً لوجه في معارك كثيرة دامية، في عصر النبوة، وعصر الخلفاء الراشدين وما بعد ذلك، وإلى عهد قريب، ولما رأى العدو أنه لا يستطيع أن يتغلب على دين حكم الله عز وجل بإظهاره على الدين كله؛ لجئوا إلى ما يسمونه: بالحرب الباردة، أو بحرب الأفكار، وجعلوا لها عدة وسائل، ورسموا من أجلها عدة مخططات، وهدفهم في ذلك إبعاد الأمة الإسلامية عن دينها ومنهجها الأصيل بالتشكيك في المعتقدات، وببذل الوسائل في عرقلة الأخلاق والفضائل؛ لأنهم يدركون أن هذا الإسلام إنما يسير حينما تكون هناك بيئة صالحة نظيفة طاهرة، وحينما تكون هناك امرأة صالحة وبذور طيبة وتربة حميدة، من أجل ذلك بذلوا كل الجهود في سبيل الحط والنيل من هذا الإسلام، ولكن الله غالب على أمره، ومظهر دينه، ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة:٣٣].