أما أولئك الذين يعمرون المساجد بالطاعة والعبادة، والتسبيح والتهليل، وإقامة حلق الذكر وتلاوة كتاب الله وتدبره، وإقامة الصلاة مع الجماعة فإن أجرهم عظيم، كما روت أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة نادى منادٍ بصوت يسمع الخلائق كلهم: سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم، ثم يرجع فينادي: ليقم الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فيقومون يومئذ، وهم قليل، ثم يحاسب سائر الخلق).
إنها فرصة يجب أن يستغلها المؤمن في حياته، ومن هنا على المسلم أن يؤدي الصلاة جماعة في المسجد؛ لأنها واجبة من واجبات الدين، ولأن الله أمر أن ترفع، وأن يسبح له فيها بالغدو والآصال.
ثم مدح الله عز وجل الذين يعمرن المساجد بأنهم رجال، رجال لا كالرجال؛ لأن هممهم عالية، فهم وإن كانت لهم دكاكين وتجارة، وأموال وبيعات؛ لكنها لم تلههم لحظة من لحظات الزمن عن ذكر الله تعالى وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة.