الحمد لله نحمده ونستعينه ونشكره، ونثني عليه الخير كله ولا نكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته وعمل بسنته ونصح لأمته إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد قص الله علينا في كتابه قصصاً طيبة من أخبار أنبيائه، ووصفها بأنها أحسن القصص، وهذا الوصف من الله تبارك وتعالى يدل على أنها أصدقها وأبلغها وأنفعها للعباد، فمن أهم منافع هذه القصص أن بها يتم ويكتمل الإيمان بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وحينما نتحدث عن قصص المرسلين نحقق قول الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[يوسف:١١١]، ففي هذا القرآن من العظة والعبرة الشيء الكثير، سيما في أخباره الصادقة التي لا تتناقض ولا تختلف، والعظة للمؤمنين الذين يفهمون كتاب الله عز وجل غضاً طرياً كما أنزل، ففي قصص المرسلين العظة والعبرة، ولذلك تجد أن جزءاً عظيماً من القرآن الكريم يهتم بجانب القصة، وليست قصة تسلية ولكنها قصة عظة وعبرة، سيما حينما تتكلم عن منهج المرسلين عليهم الصلاة والسلام.
وسوف يكون كلامنا عن سيرة نبينا موسى عليه الصلاة والسلام.