ابتليت بصهر يزاول شرب الخمر، ويُخشى على ابنته من بقائها معه أن يحصل لها شيء غير سوي، فهل يحاول طلاقها أم ماذا يفعل؟
الجواب
الحقيقة أن هذه المشكلة تتكرر دائماً الأسئلة عنها، وكثيراً ما نسمع عن رجال تأخذهم العواطف غير الدينية ليزوجوا رجالاً لا دين لهم، وهناك ما هو أكبر، هناك من يزوج من لا يصلي، وبعض الأحيان نتصل بالتلفون ونقول: اتق الله، هذا الرجل لا يصلي! فيقول: ما لك ولي.
فيزوجه وهو لا يصلي، وهذا خطر كبير، فيجب أن نبدأ من الصلاة قبل أن نبدأ بالخمر مع خطورته، فالشاب الذي لا يصلي لا يجوز أن نزوجه امرأة مسلمة؛ لأن الله تعالى حرم علينا أن نبقي المسلمة مع الكافر، فكيف نزوجه ابتداءً، والله تعالى يقول:{فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}[الممتحنة:١٠]، والرجل الذي لا يصلي مرتد كافر خارج عن دين الإسلام، وعلى هذا نقول: إن عليك -يا أخي- أن تحتاط لابنتك، فهذه أمانة في عنقك، احذر أن تقدم المال أو النسب أو المركز أو الشهرة أو المظهر على الدين، فإنك لو قدمت أحد هذه الأشياء على الدين ندمت.
ونقول: لقد ابتلي أناس بأناس يشربون الخمر فزوجوهم بناتهم، ابتلي أناس بأناس لا يصلون ولا يعرفون الله طرفة عين وزوجوهم بناتهم، وبعض هؤلاء عقلاء، لكن فقدوا هذا العقل أيام الخطبة، لكن بعد ذلك أدركوا فأصبحوا في حيرة من أمرهم، ثم أنجبت هذه البنت أولاداً، ماذا يعمل بهذا الرجل الذي لا يصلي؟ ماذا يعمل بهذا الرجل الذي يشرب الخمر؟ الحل: الوقاية خير من العلاج، فإذا أردنا أن نزوج بناتنا فعلينا أن نبحث عن الأتقى، ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل عبثاً وإنما قال:(إذا خطب منكم من ترضون دينه وخلقه)، وأنت -يا أخي- لو أردت أن تشتري داراً فإنك تبحث عن جيرانها، وهذا أولى من الجار، ولو أردت أن تشتري سلعة فإنك تبحث عن كل ما فيها من العيوب، وهذه البنت هي أول من يجب أن تهتم به ويجب أن تحافظ عليه؛ لأنها أمانة في عنقك، ولذلك أقول: عليك أن تحتاط احتياطاً كبيراً، فإذا خطب منك رجل ولو أحسنت الظن به فعليك أن تسأل عنه أياماً، من يجالسه، ماذا يستعمل، في أي مسجد يصلي، من يعرف.
أما إذا تساهلت فالمصيبة ستقع، وإنا لنسمع عن أناس يفعلون الفواحش والنساء قد ضاقت منهن، ولا تدري كيف تتصرف المرأة، ويومياً يتصل بنا نساء يقول بعضهن: زوجي لا يصلي.
زوجي يشرب الخمر.
والعلاج صعب في مثل هذه الحالة، العلاج نملكه يوم كنا نملك رأس الخيط ونمسك برأس الخيط، فحين خطب ننظر هل يصلح أو لا يصلح، أما بعد ذلك فهناك علاج، لكن هذا العلاج يحتاج إلى قوة وشجاعة، والعلاج أنه إذا كان لا يصلي يجب أن تطلب المرأة الطلاق، أو يجب أن يطلب وليها الطلاق، بل لا يجوز للولي أن يسكت عن هذا الذي لا يصلي؛ لأن بقاء هذه المرأة المسلمة في عصمة هذا الرجل الكافر لا يجوز، حتى قال بعض العلماء: حتى الأولاد الذين ينجبهم هذا الرجل وهذه المرأة أولاد غير شرعيين، هذا رأي لبعض العلماء المعاصرين، وهم يشبهون أولاد الزنا، ما دام هو كافراً وهي مسلمة لا يجوز هذا؛ لأن هذا زواج غير شرعي، والزواج غير الشرعي يكون الأولاد فيه غير شرعيين، وعلى هذا نقول: الأمر خطير، فإذا أردت أن تزوج فابحث، وإذا ابتليت بمثل هذا فإن كان لا يصلي فعليك أن تطلب الفراق فوراً، أو يرجع إلى الإسلام، وإذا كان يشرب الخمر فعليك أن تعالج المشكلة قدر الاستطاعة؛ لأن هذه الخمرة الخبيثة ستنتقل بواسطة النطفة إلى أولاد بنتك، فيكون لك أسباط منحرفين، وربما يصابون بالجنون أو بالخبل، فعليك أن تسعى قدر الاستطاعة لإصلاح هذا الرجل ما استطعت وإلا فعليك أن تسعى في التفريق، خصوصاً قبل أن يوجد الأولاد، هذا هو ما أعتقده، والله هو المستعان.
وينبغي أن يعلم أن هناك مصائب أخرى للخمر، منها تهديد أمن المرأة، ففي أي لحظة إذا كان زوجها يتناول الخمر -ولأنه يفقد عقله- ربما يقتلها في يوم من الأيام، وفي أقل الحالات أنه سوف يؤثر على عقلها وشخصيتها، وأخطر هذه الأمور: أنه ربما ينتقل هذا البلاء بواسطة النطفة إلى ذرية هذه البنت، فيكون أسباطك مصابون بمشكلة إدمان الخمر، نسأل الله العافية؛ لأن هذا يؤثر حتى على العقل.