للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تحول السجون إلى معتقلات للمؤمنين]

لم يعرف الناس السجون إلا وسائل إصلاح للفاسدين والمفسدين، الذين إذا انتشروا في المجتمع أفسدوا في المجتمع، ثم إذا بهذه السجون تتحول إلى معتقلات في جل العالم الإسلامي للمؤمنين، ولو قمت بإحصائية عن الذين يدخلون السجون اليوم لوجدت أكثرهم من الصالحين والمصلحين في جل بلاد الله عز وجل الواسعة، وكأن هذا التاريخ يعيد نفسه حينما لبث يوسف في السجن بضع سنين، وحينما قال فرعون لموسى: {لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء:٢٩] وهذا مما يدل على انحراف في استعمال السجن.

وهؤلاء الذين تفتح لهم السجون في أيامنا الحاضرة أكثرهم المؤمنون الذين يقولون للناس: اتقوا الله تعالى.

ومن يفعل شيئاً من ذلك فإنه سوف يسقط من عين الله، ولربما دعوة مظلوم في جوف الليل الآخر في سجن من هذه السجون تطيح بأمة وتسقط دولة؛ لأن الله تعالى يرفع دعوة المظلوم فوق الغمام، ثم يقول: لأنصرنك ولو بعد حين.

وحينئذ لا تعجب حين ترى أمور الأمة الإسلامية تنهار يوماً بعد يوم بسبب سوء استعمال هذه السجون وتحويلها إلى معتقلات.