[واجب المسلم تجاه الأغاني والمعازف ووسائل الإعلام التي تبث ذلك]
أيها الأخ المسلم! ربما لا تملك أن تنكر المنكر كله، ولا أن تقضي على هذا الإثم من أصوله ومن منابعه، لكنك تملك بيتك، وإذا لم تستطع أن تسيطر على بيتك فعليك وعلى بيتك السلام، فقف يا أخي عند باب بيتك واحفظه من هذه الأفلام ومن هذه القينات ومن تلك المعازف؛ حتى تسلم من عقوبة الله عز وجل لو حلت بهذه الأمة التي انتشرت بها القينات والمعازف.
فكثير من بيوت المسلمين تغص بهذه الأمور؛ ولذلك فإن المسلم في مثل هذه الأيام لا نقول: يقف متحيراً؛ فالأمر واضح، والسبيل مستبينة، ولكنه قد يقف عاجزاً أمام أهله الذين أظهر معهم الضعف من أول وهلة، فأصبح لا يستطيع أن يحكم قبضة هذا البيت، ولا يستطيع أن يسيطر على بيته وعلى أسرته.
فأقول يا أخي المسلم! اتق الله عز وجل؛ فأنت تتحمل أمانة عظيمة، ومسئولية كبيرة، إنها أمانة الأهل والذرية، قال عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم:٦]، وقال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[الأنفال:٢٧ - ٢٨].
إنها اختبار من الله سبحانه وتعالى، ولما أهمل كثير من الناس القيام بالتربية في هذه البيوت نشأ في هذه البيوت مجرمون، ونشأ في هذه البيوت لصوص، ونشأ في هذه البيوت أناس اشتعلت في قلوبهم الشهوة الحرام، فأصبحوا لا يملكون أنفسهم، وأصبحوا يبحثون عن الجريمة وعن الفاحشة في مواطنها، ولذلك فإنه قد مهد لهذه الفواحش داخل بيوت المسلمين أمام هذه الأفلام المحرمة، وأمام هذه القينات والمعازف، فأصبح هؤلاء الشباب كطيور في أقفاص مقفلة ينتظرون اللحظة الأخيرة التي يفتح فيها هذا القفص من أجل أن يفر من هذا المجتمع المحافظ ليبحث عن الفاحشة، وهذا هو ما يحدث، فقد ضاع كثير من شباب الإسلام في بلاد الفاحشة والحرية المطلقة التي لا تقف عند حد، وهي حرية تعتبر في الحقيقية عبودية لغير الله عز وجل.
ولذلك فإننا ندعو قادة الأمة الإسلامية إن كانت فيهم روح إسلامية إلى أن يتقوا الله في هذه المسئولية وهذه الأمانة، وندعو أيضاً قادة وأرباب البيوت والذين حملهم الله عز وجل المسئولية مباشرة إلى أن يتقوا الله تعالى في حماية هذه البيوت.