نرجو تفسير هذه الآية، وهي قول الله عز وجل:{وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ}[النور:٢٦]؟
الجواب
هذه الآية جاءت في آخر آيات الإفك، وآيات الإفك معروفة في سورة النور، فلما اتهم بعض المنافقين -واغتر بهم بعض المسلمين- زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة، واتهموها بالزنا كما هو معروف في قصة الإفك، وأنزل الله عز وجل براءتها، وتحدث عن قصة الإفك أراد الله عز وجل أن يثبت دليلاً على كذب هؤلاء الذين يزعمون الفاحشة في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاء لهم بهذا الدليل العقلي، فقال:{الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ}[النور:٢٦] يعني: الرسول صلى الله عليه وسلم طيب، ولا يمكن أن تكون زوجته إلا طيبة، وهو طاهر ولا يمكن أن تكون زوجته إلا طاهرة.
وكذلك الخبيث دائماً يوفق لامرأة خبيثة، والمرأة الخبيثة توفق لرجل خبيث، فهذا دليل على أن بيت الرسول صلى الله عليه وسلم بيت نظيف نزيه، لم يحدث فيه ما قاله هؤلاء المنافقون المروجون لهذه الفاحشة، ولكن القاعدة في التفسير أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولذلك فإن الله عز وجل حرم أن يتزوج العفيف بزانية حتى تتوب، كما حرم أن تتزوج العفيفة بزان حتى يتوب، كما في قوله تعالى:((الزَّانِي لا يَنكِحُ)) [النور:٣] أي: لا يتزوج {إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[النور:٣]، ومعنى ذلك أن هذا الحكم أصبح عاماً، فيجب أن تكون العفيفة للعفيف، والطيبة للطيب.