للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآثار المترتبة على جعل الأمانة مغنماً

قوله: (والأمانة مغنماً) الأمانة هي ما استودعه الإنسان مما يجب حفظه من أموال المسلمين، والأمانة وإن كانت في معناها الاصطلاحي الشرعي أعم من ذلك لأن الله تعالى يقول: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا} [الأحزاب:٧٢] وهي مسئولية التكليف أياً كانت هذه الأمانة، لكنها قد تطلق على المال المودع عند بعض الناس ليحفظه وليتحمل مسئوليته أمام الله عز وجل، فإذا اتخذت الأمانة مغنماً بحيث يصبح هذا الأمين الذي يأتمنه الناس على شيء من أموالهم يعتبرها فرصة ويعتبرها غنيمة ليتلاعب بهذا المال فذلك بلاء عظيم.

والأمانة هي أول ما نفقد من ديننا، كما جاء في الحديث: (أول ما تفقدون من دينكم الأمانة) إذا وجد ذلك كان ذلك إيذاناً بعقوبة من الله عز وجل، والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء:٥٨] فالأمانة مسئولية عظيمة عرضت على السماوات والأرض والجبال فأشفقن منها، وتحملها هذا الإنسان وسوف يسأل عنها، ومن هذه الأمانة أموال المسلمين التي يؤتمن عليها هذا الإنسان، فيتحمل مسئوليتها أمام الله عز وجل.