ما هي نصيحتك للشباب التي يجب أن يلتزموا بها، وأن يقوموا بها في هذا العصر؟
الجواب
نصيحتي للشباب ولغير الشباب أن يثبتوا أقدامهم على هذه الأرض التي أصبحت اليوم تهتز بكثير من الناس، وأصبح كثير من الناس الآن على مفرق طريقين بين الحق والباطل، فأوصي هؤلاء الشباب أن يثبتوا أقدامهم، وأن يلتزموا بأوامر الله عز وجل، وأوصيهم بما أوصى به رسول صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان، فإن حذيفة بن اليمان لما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بما سيحدث قال:(يا رسول الله! فماذا تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.
قال: قلت: يا رسول! وإن لم يكن يومئذ للمسلمين جماعة ولا إمام؟ قال: فاهرب بدينك، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك).
ولكن جماعة المسلمين ستبقى -بإذن الله- إلى يوم القيامة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا في الحديث الصحيح فقال:(لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين حتى يأتي أمر الله -أو حتى تقوم الساعة-) ولذلك فإني أقول لهؤلاء الشباب: عليهم أن يلتزموا، وأن لا يتسرعوا في مفهومهم أو في تصوراتهم أو في أي أمر من أمورهم، كما أن عليهم أن لا يغتروا بهذه الحضارات الملفقة التي جاءت من الشرق والغرب، فإنما هي -كما أخبر الله عز وجل- كسراب بقيعة، والحق هو الذي يبقى، وهذه ستزول؛ لأن الله عز وجل قد حكم بأن هذا الدين سيبقى إلى يوم القيامة، ولذلك فإني أدعو هؤلاء الشباب إلى أن يثبتوا على دين الله عز وجل، خاصة هؤلاء الشباب الذين منَّ الله عليهم بالاتجاهات الخيرة، فأصبحنا نتفاءل بهم كثيراً، وقد كان كثير من الناس يتشاءم، ويظن أن فلاناً وفلاناً من الناس فقط هم الذين سيحرسون دين الله في الأرض، فإذا بالأمر يأتي فجأة، فيتجه شباب المسلمين إلى الله تعالى في كل مكان من أرض الله الواسعة، حتى في بلاد الكفر، فقد ذهب كثير من أبناء المسلمين إلى هنالك، ولربما تكون هناك نوايا سيئة لطائفة من الناس، ويتوقعون أن فلانا سيفسد حينما يذهب إلى بلاد الكفر، فإذا به يعود قد زاد إيماناً وصلابة في دينه وقوة في عقيدة، فأوصي هؤلاء وأولئك جميعاً بأن يثبتوا على دين الله، وأن لا يتأثروا بما يحيط بهم من أخطاء وأخطار، وأن يتمثل أحدهم بقول الشاعر قاصداً ربه عز وجل: فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب كما أدعوا هؤلاء الشباب إلى أن يثقفوا وأن يوعوا إخوانهم الذين أُصيبوا بما أصيبوا به من تخلف أو ضرر في دينهم.