إن هناك أخطاراً عظيمة حلت في المجتمعات الإنسانية؛ بل وفي المجتمعات الإسلامية، إن عصر التقنيات الحديثة الذي نعتبره من جانب نعمة من نعم الله عز وجل، هو في الحقيقة قد فتح أبواباً كثيرة من أبواب الشرور والمصائب، فكان من هذه الوسائل الحديثة ما حمل هذا السم، ونقله إلى قعر بيوت المسلمين؛ فجاءت الصحف المصنعة والوافدة بأفكار مسمومة، وقصص غرامية، وصور فاتنة، ابتداء من صورة الغلاف إلى آخر صفحة من صفحاتها، وغزت الأمة الإسلامية، ودخلت إلى قعر بيوت المسلمين، وإني لأعجب كل العجب حينما أرى أن طائفة من الآباء وأولياء الأمور لهذه النساء هم الذين يشترون هذه الصحف المتفسخة الفاتنة؛ ليهدوها هدية إلى نسائهم داخل وقعر بيوتهم!! وهذه من المصائب والبلايا التي حلت بالأمة الإسلامية؛ لأن المرأة أصبحت تقرأ وتتطلع إلى أن تقرأ إلى كل شيء في هذا المجتمع، أضف إلى ذلك ما مني بها عالمنا الحاضر في دنيا الناس اليوم من الأفلام التي وصلت إلى قعر بيوت المسلمين بوسائل متعددة؛ سواء في ذلك التي تأتي بطريق رسمي، أو بطريق غير رسمي، من الفيديو وغيره.
وعلى هذا نقول: الأمر خطير، فإننا نرى أن جزءاً من وقت فتياتنا العفيفات الطاهرات يصرف في مشاهدة هذه الأفلام بواسطة التلفاز أو الفيديو أو أفلام السينما أو ما أشبه ذلك صور شبه عارية، وقصص غرامية، وخيانات زوجية، وأمور عظام لا يستطيع أن يتحملها عقلاء الرجال فضلاً عن عامتهم، فضلاً عن المرأة التي تتعامل في المجتمع مع عواطفها أكثر من عقلها.
أمور أخرى وأهمها: الانفتاح الشديد المفاجئ لبيئة مثل بيئتنا هنا بيئة محافظة والحمد لله، انفتاح شديد وسريع مفاجئ، فما هي إلا سويعات وإذا بهذه المرأة تصل إلى أقصى بلاد العالم، لاسيما فيما يسمونه:(شهر العسل)، الذي تفاجأ فيه المرأة المحصنة العفيفة الطاهرة التي تعيش داخل أسوار أمينة، ثم إذا بها تنتقل إلى بيئة بعيدة كل البعد عن أخلاقها وما اعتادته، ثم إذا بها تتأثر بسرعة، لتعود إلى بلادها وهي تشعر بأن ذلك العالم هو العالم المنفتح.
وعلى هذا نقول: إن هناك أخطاراً عظيمة غزت العالم الإسلامي، وهناك وسائل تقنية حديثه نقلت الغث والسمين، والضار والنافع -إن كان هناك شيء نافع- إلى قعر بيوت المسلمين، وأصبح الرجل داخل بيته يشعر باللوعة والأسى، ويعض أصابع الندم، ويضرب يداً بيد، لا يدري ماذا يفعل أمام هذه الفتنة التي لم تدع بيت شعر ولا مدر إلا دخلته! ثم بعد ذلك ربما يكون هو متسبباً، وهو الذي جاء بهذه الفتن حتى أدخلها داخل البيت.
كل ذلك وغيره من الكتب المسمومة، والأفكار المنحرفة، والدعايات المضللة، ودعاة الباطل على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، وأصبحوا يشتغلون من خلال هذه الوسائل الحديثة، فأصبح الأمر خطيراً، وربما يعجز المصلح في هذه الظروف أن يصلح ما دامت هذه البيئة فيها شيء من هذا اللوث وهذا الانحراف، فما هو العلاج؟