[ذكر بعض الأمور التي إذا ظهرت في الأمة فقد قرب منها العقاب]
ونقف مع حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -وإن كان فيه شيء من الضعف، لكن له أحاديث تقويه وله أدلة من الواقع- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(إذا اتخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وظهرت الأصوات في المساجد، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه، وأدنى صديقه وجفا أباه، واتخذت القينات والمعازف، وشربت الخمور، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وأكرم الرجل اتقاء شره، فانتظروا عند ذلك ريحاً حمراء، وزلزلة ومسخاً وآيات تتابع كنظام قطع سلكه فتتابع).
والمراد بالنظام: المسبحة، يعني: كمسبحة قطع سلكها، فأصبحت تذهب حبة بعد حبة، أي: أن العقاب يتبع بعضه بعضاً، كما لو قطعت مسبحة، فهذه معاصٍ وهذه عقوباتها، قال عز وجل:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}[الشورى:٣٠]، وقال:{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}[فاطر:٤٥].
وأمتنا أظنها قد ابتليت بكل هذه الأمور، فأصبحت على خطر، وأصبح ما يصيبها من نكبات وعقوبات وتشريد في الأرض وتسليط السفهاء وما أشبه ذلك، كل ذلك مصداق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وآيات تتابع كنظام قطع سلكه فتتابع).