ومن هذه العوامل التي تؤثر الآن على كثير من الشباب: سوء اختيار الصحبة: فنرى كثيراً من الآباء منذ طفولة ولده وفي أول أيامه لا يبالي من يصاحب هذا الولد، ثم يكبر هذا الولد فلا يستطيع ذلك الأب أن يعزل هذا الولد عن هؤلاء الأصحاب الذين ألفهم منذ طفولته، ثم تكون هناك مشاكل وفتن كثيرة وخطيرة، فالله عز وجل حذرنا من موالاة هؤلاء، كما قال سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}[الممتحنة:١]، وقال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}[الممتحنة:١٣]، ويقول الله عز وجل:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}[المائدة:٥٥]، ويحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من مجالسة هؤلاء فيقول:(لا تجالس إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي).
فكل هذه النصائح غفل عنها كثير من الناس، واهتموا بالدنيا، وغفلوا عن الأولاد، فنشأت ناشئة وصلت إلى مستوىً من الفسق والانحراف لا يعمله إلا الله عز وجل، وكل ذلك بسبب هذه الصحبة، وتأكدوا أنه بمقدار ما يوجد من الشباب الذين اهتدوا وهم يسيرون الآن لهداية إخوانهم الشباب أنه يوجد أكثر منهم من يعمل عملاً مضاداً؛ ويسعى لحرف أبناء المسلمين، لا سيما في عصر هذه الفتن.
إذاً: أيها الإخوة! لابد أن نحسن الاختيار، وإلا فإن ذلك يعتبر عاملاً من عوامل انحراف الشباب؛ ولذلك فإن هذا الولد أمانة في عنق هذا الأب، عليه أن يراقبه أكثر بكثير من أن يراقب ماله أو يراقب شيئاً يستفيد منه في هذه العاجلة؛ لأن هذه أمانة كبيرة ومسئولية عظيمة.
أيها الإخوة! لابد أن تتضافر كل الجهود من أجل تعريف هؤلاء الشباب بربهم، وربطهم بعقيدتهم ربطاً كاملاً؛ حتى لا يتعرضوا لهذه الفتن وغيرها من الفتن الكثيرة.
أقول قولي هذا؛ وأستغفر الله لي ولكم، وأسأل الله تعالى أن يثبت الأقدام، وأن يحمي حوزة الدين من أعدائنا في الداخل والخارج، وأن يتوفانا على ملة الإسلام، وأن يلحقنا بالصالحين.