والمراد بنظافة البيئة: أن لا تكون متلوثة بالمعاصي، ولربما يعيا علماء الاجتماع وعلماء التربية والمحبين للإصلاح والتوجيه والتربية بأن يقوموا بمهمتهم في بيئة متلوثة بالمعاصي والأقذار، ولذلك فإن المسلمين أُمروا بأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر من أجل أن يكون ذلك طاعة لله سبحانه وتعالى من ناحية، ومن ناحية أخرى من أجل أن يكون تنظيفاً للبيئة التي يعيش عليها المؤمنون حتى لا يتلوث إيمانهم بشيء من هذه المغريات أو شيء من هذه المحرمات.
ولذلك فإن كثيراً من المربين في أيامنا لحاضرة يشكون من تلوث البيئة ومن الفساد المنتشر في المجتمعات البشرية، وهم يريدون أن يربوا هذا النشء تربية صالحة، ولربما يضطر بعضهم إلى أن ينفرد بمجموعة مدة من الزمن، ويعزلهم عن هذه البيئة الموبوءة، حتى يستطيع أن يربيهم وأن يعدهم إعداداً كاملاً.
ولذلك لا بد من أن تكون هناك بيئة نظيفة لا تنتشر فيها الأغاني والمسرحيات والعشق والغرام والخيانات الزوجية، إلى غير ذلك من الأشياء التي انتشرت الآن من خلال هذه الأفلام المحرمة في حين غفلة من الرقابة، لا يجوز أن توجد هذه في بيئة يسعى من فيها من المصلحين إلى إصلاح هذا النشء وهذه الأمة، وحينما تنظف هذه البيئة وتصبح نقية طاهرة من هذه المعاصي حينئذٍ تكون جواً مناسباً لإصلاح هذا النشء وتربيته تربية صالحة.