للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية الأخذ بسفينة الأمة خشية الغرق]

السؤال

إن السفينة توشك على الغرق بسبب السفهاء الذين هم في أسفلها، فهل يبقى العقلاء الذين في أعلاها ينظرون إلى هذه السفينة وهي تغرق، أم ما هو الواجب على كل إنسان يعرف ولو آية من كتاب الله سبحانه وتعالى؟

الجواب

توشك السفينة أن تغرق، ولكن -والحمد لله- ما زال في هذا العالم خير وفي هذه الأمة وفي بلدنا بصفة خاصة خير كثير، وما دام هذا الخير موجوداً فلعل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذه السفينة، وكم يدفع الله عز وجل من الأذى والبلاء والمصائب والبلايا بسبب الصالحين، شيوخ ركع، وأطفال رضع، وعباد وأتقياء وشباب -والحمد لله- سلكوا الطريق عن بصيرة واقتناع، لذلك نقول: اطمئن يا أخي؛ فإن السفينة لن تغرق -بإذن الله- ما دام هؤلاء الصالحون موجودين، وأرى كثيراً من السفهاء وهم يخرقون السفينة، لكني أرى أكثر منهم -والحمد لله- الآن قد انتبهوا، فهم الذين سوف يحافظون على هذه السفينة بإذن الله سبحانه وتعالى.

وعلى كلٍ فالسفينة على خطر لولا أن الله سبحانه وتعالى أعطى هذه الأمة وعداً على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بأن لا يهلك هذه الأمة بسنة بعامة، ولكنه لم يعط سبحانه وتعالى رسوله وعداً بالنسبة لأمته أن لا يجعل بأسهم بينهم كما جاء ذلك في الحديث الصحيح، وهذا هو أخوف ما نخافه الآن، أن يتساهل المسئولون عن هذا الأمر، وأن تحترق قلوب هؤلاء الشباب الذين يرون المنكرات، ولربما يحصل أن أكثرهم يندفع، ونرجو أن لا يكون هناك اندفاع فيؤدي ذلك إلى وجود أفكار وحزبيات وجماعات تكفير وهجرة كما يوجد في البلاد المجاورة، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا هذه من كل مكروه، وأرجو من الإخوة الشباب أن يضبطوا أنفسهم، وأن يتقوا الله عز وجل في أمن هذا البلد وطمأنينته، وأن يناصحوا المسئولين، وأن يراسلوهم بين فترة وأخرى، وأن يقولوا لهم: {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا} [غافر:٢٩] هذا كلام لا بد من أن يقال، ويجب على القادة أن يقبلوا هذه النصيحة، ولا يكونوا من الذين قال الله عز وجل فيهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ} [البقرة:٢٠٦] وإنما عليهم أن يرعووا ويرجعوا إلى الحق، ولكن علينا أن نقدم هذه النصيحة بحكمة وبسر، وبأمانة وإخلاص، وبمحبة للقادة ومحبة الخير لهذه الأمة، أما أولئك فعليهم أن يتقبلوا وأن يحبوا الناصحين، وأن يعتبروا من يقول لهم: اتقوا الله أنه هو المحب لهم والمخلص، بخلاف من يقول لهم: أنتم أكمل الناس.