إن الخطر يكون على المسلمين إذا تخلو عن هذا الدين، فإن لله جنود السماوات والأرض، ولذلك نستطيع أن نقول: هناك استخلاف وهناك تمكين وهناك أمن وطمأنينة في هذه الحياة على هذا الدين، لكن بشرط أن يطبق المسلمون الشروط المذكورة في قوله تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور:٥٥].
فهذه الآية اشتملت على ثلاثة أمور: الأمر الأول: أن للاستخلاف في هذه الأرض ولتمكين هذا الدين أربعة شروط.
الأمر الثاني: إذا توافرت هذه الشروط الأربعة تحقق هذا الوعد من عند الله عز وجل.
الأمر الثالث: أن المسلمين لو غيروا ما اشترط عليهم بخصوص التمكين في هذه الأرض سوف يغير الله تعالى حالهم، بدليل قوله:{وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور:٥٥].
ونبدأ بهذه الشروط الأربعة التي ذكرها الله عز وجل شروطاً لوجود هذا التمكين وتحقق مستقبل هذا الدين لهذه الأمة، علماً أن هذا الدين ممكن له في الأرض، وذلك لقوله تعالى:{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}[الصف:٩]، ولقول النبي عليه الصلاة والسلام (لا يبقى بيت شعر ولا مدر إلا دخله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر وأهله) لكن الأمة الإسلامية مطالبة بأن تأخذ بأسباب التمكين والأمن والطمأنينة في هذه الأرض حتى يتحقق لها هذا الوعد.
الشرط الأول: قوله تعالى: (آمَنُوا).
الثاني: قوله تعالى: (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ).
الثالث: قوله تعالى: (يَعْبُدُونَنِي).
الرابع: قوله تعالى: (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).
وتجد هذه الشروط الأربعة متماسكة ومترابطة مع بعضها، بحيث لو تخلف أحدها عن الآخر لما تحقق الموعود.