هل عمل المرأة الذي يدندن به كثير من الناس اليوم يعتبر باباً للرذيلة؟ الشيخ: نحن لا نعارض عمل المرأة، والإسلام لا يعارض ذلك أيضاً، لكن عمل المرأة له شروطه وضوابطه، المرأة يجب أن تكون بعيدة عن الرجال، وفي عمل يناسب تركيبها الجسمي ووعيها وفطرتها، المرأة لا تعمل في المناجم وفي المصانع، كما أنها لا تدرس كل شيء، المرأة يجب أن تكون لها دراسات خاصة، ولذلك يا إخوان! البنات اللاتي درسن بدون قيد ولا شرط هن اللاتي أحدثن الفوضى في البلاد، وبالتالي يجب أن تكون دراسة المرأة تناسب تركيبها الجسدي، وتناسب فطرتها، وتناسب حاجة البلد إليها.
أما عمل المرأة مطلقاً بهذا الشكل فهذا يعارضه الإسلام، كما قلنا: لا بد أن يوضع له قيود؛ ولا بد أن يكون عمل المرأة في حدود وفي إطار معين، ولا بد أن يكون في منأى عن الرجال، بحيث لا يؤدي إلى ضياع البيت وضياع الأسرة، وكم من الأطفال الآن من فسدت تربيته؛ بسبب خروج المرأة بدون قيد ولا شرط! يا أخي! المرأة لها عمل أكثر من عمل الرجل داخل البيت، من الذي يربي الأجيال؟ إنها المرأة، ولذلك لا نقول: المرأة طباخة أو خادمة داخل البيت، هذا ليس في الإسلام، بل نقول: المرأة مربية وإن كانت تؤدي هذه الأدوار أيضاً، لكن من باب التبع، ولها شرف أن تكون خادمة في بيتها ولا تحتاج إلى خادمة، لكن هي في الحقيقة تربي الجيل، يقول الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت جيلاً طيب الأعراق إذاً: لابد أن نعدها لتعد لنا الجيل.
إن الذين يريدون أن تعمل المرأة بدون قيد ولا شرط لهم أهداف سيئة، وأهم أهدافهم أن تبتعد عن البيت وأن يفسد المجتمع، أو أن يتربى الأطفال على أيدي مربيات بعيدات عن الله سبحانه وتعالى، أو أن يفقد الطفل الحنان والعطف الذي لا يجده إلا عند أمه، فبعض النساء لا تعرف طفلها إلا حينما تضعه، ثم لا تراه بعد ذلك إلا نادراً! ترضعه امرأة وتربيه أخرى إلى غير ذلك، حتى يخرج هذا الطفل بعيداً عن العاطفة حتى عن الإنسانية.
يا إخوان! تصوروا في البلاد التي سبقتنا إلى هذا العمل، ليس هناك عاطفة بين الولد وبين أمه، أو بين البنت وبين أمها؛ ولذلك يقولون هم أنفسهم: إن أحدنا يقابل أمه بعد سنوات من غيابه ثم لا يسلم على أمه إلا إشارة بيده من بعيد، وهذه تكفي تحية.
أنتم تشعرون تجاه الأم بالعاطفة؛ لأنكم تربيتم مع أمهاتكم ومع آبائكم؛ ولذلك من مخططات العدو فصل الولد أو البنت عن أمه منذ أيام الطفولة، ويحتجون بالعمل.