تمضي علينا فترات زمنية طويلة لا يعلن فيها عن إقامة أي حد من حدود الله، فما نحن فيه من فتنة وضيق أليس بسبب المحادة لله ورسوله، نرجو توضيح ذلك؟
الجواب
لقد سمعت هذا الكلام أكثر من مرة، ولعله لم تكن هناك مخالفات، لكن لا أظن أن المخالفات تتوقف في أي وقت من الأوقات؛ لأن الله تعالى يقول:{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ}[فاطر:٦]، فالعدو موجود ومستمر، لكن الشيء الذي نسأل عنه: أين حد الردة؟ ولماذا لم نسمع عنه؟ فمنذ سنين طويلة ما أقيم حد الردة في هذه الأرض، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(من بدل دينه فاقتلوه)، فكم من الناس من بدل دينه؟! وكم من الناس من قال كلمات كفرية كبيرة؟! فلماذا لا يقام حكم الردة في الأرض؟ والحدود كلها يجب أن تقام على حد سواء، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ولحد يقام في الأرض خير لهم من أن يمطروا أربعين خريفاً)، فالذين يهاجمون الإسلام ويطعنون في الدين، ويقول بعضهم: أنا لا أقول: إن تعدد الزوجات سنة، بل أقول: إنه فتنة.
ونحو ذلك، فمثل هذا يريد أن يطعن في دين الله عز وجل، وينكر آيات من كتاب الله، فلماذا لا يسمى مرتداً في نظر المسلمين؟ ومن هو المرتد؟ المرتد هو الذي يبدل دينه، ونحن نرى الذين ربما يعترفون على أنفسهم أنهم لا يصلون، وكثيراً ما نفقد كثيراً من المسلمين في المسجد، ولا نراهم يصلون، وربما يعتذر بعضهم، فهؤلاء الذين يطعنون في دين الله مرتدون، وحكم الردة لا بد من أن يقام في الأرض، والمسلمون عليهم أن يطالبوا إقامة حد الردة كما يطالبون بحد شارب الخمر والقاذف والزاني إلى غير ذلك.
فحد الردة لم نسمع عنه في هذه الأرض منذ زمن طويل، وأما تعطيل بقية الحدود فلا علم لي به، لكن أطالب بإقامة حد الردة؛ والمرتدون الآن ربما كشفوا النقاب عن أنفسهم، فنحن نطالب المسئولين أن يقيموا حد الردة على مثل هؤلاء، وأن يسألوهم: هل هم مسلمون أو مرتدون؟ فإذا كانوا مرتدين فإن الله عز وجل قد أمر بقتل الذين يطعنون في هذا الدين، وسماهم الله عز وجل أئمة الكفر، وما قال: هم كافرون فقط.
بل قال: هم أئمة الكفر، وذلك في قوله عز وجل:{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ}[التوبة:١٢]، وفي قراءة سبعية:(إنهم لا إيمان لهم).
فالردة موجودة في كثير من بلاد المسلمين، والذين يطعنون في دين الإسلام كثيرون ومنكشفون في هذه الأيام، فنحن نطالب بكل هذه الحدود بما في ذلك حد الردة، وهذه الدولة هي الوحيدة في الأرض التي تقيم هذه الحدود، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقها أن تكمل هذا المشوار وترينا ما تفعل بهؤلاء المرتدين كما تفعل بشارب الخمر وغيره، والله المستعان.