للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجود أناس يفتون بغير علم]

حين يبرز على الساحة الإسلامية أناس يدعون أنهم مصلحون وأنهم علماء فمثل هؤلاء يقول الله عنهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} [البقرة:١١ - ١٢] هؤلاء الذين ما تركوا باباً من أبواب المحرمات إلا وفكروا فيه وبحثوا فيه بغير علم وروية، ولكن بجهل وحقد على الإسلام، حتى لقد سمعنا منهم من يكتب عن الربا ويقول: الربا نظام اقتصادي لا تستغني عنه الحياة، والربا مباح سوى الأضعاف المضاعفة.

وأكبر ظني أن هذا -بل لا أشك- لو استطاع أن يتخلص من تحريم الربا بالأضعاف المضاعفة لتخلص منه.

ولقد عجبنا كثيراً حينما يظهر ويبرز مثل هؤلاء الذين يريدون أن يخرجوا على إجماع المسلمين، ويريدون أن يكونوا من الذين قال الله عز وجل فيهم: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:١١٥] فهم لا يتكلمون عن الربا وحده، ولكن هناك من يطرق باب الربا ليحله للناس، وهناك من يطرق باب حرية المرأة وحقوقها ليقول للناس: إن المرأة مضطهدة ومظلومة.

وهناك وهناك، ولذلك فإنهم هم الذين يتسلمون أكثر أمور الحياة في أيامنا الحاضرة، حينما تخلى العلماء والمصلحون عن هذه الحياة.