ما دام الزواج بثانية وثالثة أمراً مباحاً، وهذا أقل ما قيل فيه، وأنا أعتقد أنه أمر مسنون، وفيه مصلحة للمجتمع؛ فإنه في حالة إقدامه على الزواج يرى أنه بحاجة؛ لأن هناك كثيراً من الرجال لا تسد حاجتهم امرأة واحدة، إضافة إلى ما يعترض سبيل المرأة من العادة الشهرية ومن النفاس ومن الأمراض ومن العزوف عن هذه الشهوة إلى غير ذلك مما قد يسبب لهذا الرجل الفتنة، فهو لن يقدم على هذا الزواج إلا برغبة يعتقد أنها هي المصلحة؛ لأنه لن يقدم عليه أحد يريد أن يستكثر من النساء دون حاجة، وما دام الأمر كذلك وقد أقدم على الزواج وهو بحاجة فلنا أن نصرف له من الزكاة بمقدار ما يؤهله لهذه المرأة، لكن علينا أن نقدم في هذه المهمة من أراد أن يتزوج الزواج الأول؛ ولذلك أقترح على الشيخ البشري وجماعته الذين سيتولون هذا الصندوق أن يحصروه فقط في الزواج الأول؛ لأنه غالباً لا يقدم أحد على الزواج الثاني إلا مع الاستطاعة، لكن تحل الزكاة لمن أراد أن يتزوج الزواج الثاني إذا كان لحاجة.