للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به إلى السماء وجاوز السبع الطباق وارتفع فوق السماء السابعة عليه الصلاة والسلام، مع جبرائيل فأوحى الله إليه ما أوحى، وفرض عليه الصلوات الخمس: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، فرضها الله خمسين فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه التخفيف حتى جعلها خمسا سبحانه فضلا منه سبحانه وتعالى، فنادى مناد إني قد أمضيت فرضيتي وخففت عن عبادي، فنزل بها عليه الصلاة والسلام، في ليلة الإسراء وأنزل الله في هذا قوله سبحانه: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} (١)، هذه الآية العظيمة بين فيها سبحانه الإسراء، أسرى به من مكة على البراق، وهو دابة فوق الحمار، ودون البغل، خطوه عند منتهى طرفه، كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام، فركبه وجبرائيل حتى وصلا بيت المقدس، وصلى هناك بالأنبياء ثم عرج به إلى السماء واستأذن له جبرائيل عند كل سماء فيؤذن له، فوجد في السماء الدنيا آدم أباه، عليه الصلاة والسلام، فرحب به، وقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، ثم لما أتى السماء الثانية وجد فيها عيسى ويحيى ابني الخالة فرحبا به، وقالا: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فوجد فيها يوسف عليه الصلاة والسلام فرحب به، وقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، ثم عرج به إلى السماء الرابعة


(١) سورة الإسراء الآية ١

<<  <  ج: ص:  >  >>