للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨ - حكم الامتناع عن العمل الصالح بحجة الخوف من الرياء

س: يقول السائل: إنه كان يصلي بالناس، وله صوت حسن وجميل، وكان يتعمد أيضا تحسين صوته، وخوفا من الرياء امتنع عن الإمامة، وجعل أناسا آخرين يصلون بالناس، رغم أنهم لا يقرءون ولا يكتبون، كيف توجهونه؟ جزاكم الله خيرا. (١)

ج: نوجهه بأن يصلي بالناس ويحسن صوته والحمد لله، ويجاهد نفسه بعدم الرياء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن (٢)» أي يحسن صوته به، ومر ذات ليلة على أبي موسى الأشعري وهو يقرأ، فاستمع له النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح أتاه أبو موسى، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أني سمعت صوتك، وقال: «لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود (٣)» يعني صوتا من أصواتهم، فقال أبو موسى رضي الله عنه: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا، أي حسنته


(١) السؤال الرابع والثلاثون من الشريط رقم ٢٩٣.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (وأسروا قولكم أو اجهروا به) برقم ٧٥٢٧.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن، برقم ٥٠٤٨، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، برقم ٧٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>