للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٤ - مسألة في سؤال الميت وعذابه إذا لم يقبر

س: يتبادر إلى أذهان كثير من الناس أن الميت إذا مات، ولم يدفن في القبر فإنه ينجو من عذاب القبر، فبماذا تنصحون من يفكر هذا التفكير؟ جزاكم الله خيرا (١)

ج: الميت يسأل سواء كان في قبره، أو في أي مكان، في الصحراء أو في البحار، أو في بطون السباع، هو مسؤول، والمسؤولية للروح، والروح سالمة، فهو يسأل ويعذب إن كان شقيا، أو ينعم إن كان تقيا، تنعم روحه في الجنة، أو تعذب في النار، وللجسد نصيبه الذي بقي منه عظام أو جلد، ما بقي من الجسد له نصيبه من النعيم أو العذاب على الكيفية التي يعلمها الله سبحانه وتعالى، ولكن المعظم على الروح في البرزخ، ويوم القيامة يجتمع العذاب على البدن والروح، وهكذا النعيم، إما في الجنة لأهل الإيمان والتقوى، وإما في النار كأهل الكفر بالله، فالحاصل أن النعيم والعذاب للروح والجسد جميعا، لكن في البرزخ معظمه على الروح، والجسد يناله نصيبه وإن كان في البحار، وإن كان في بطن السباع، وإن كان في أي مكان، فالروح لها نصيبها من النعيم أو العذاب مطلقا، لكن في البرزخ الروح لها الحظ الأوفر من النعيم أو العذاب، ويوم القيامة يتوفر النعيم لأهل الإيمان للروح والجسد جميعا، ولأهل


(١) السؤال التاسع من الشريط رقم (٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>