للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال الله: قد فعلت. هكذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله جل وعلا قال: " نعم "، يعني: عفا عنهم، إذا فعلوا شيئًا نسيانًا أو خطأ ومن ذلك إذا أكل ناسيًا. في الصوم في رمضان، أو غيره، في التطوع أو في القضاء، أو في النذور، إذا أكل ناسيًا، أو شرب ناسيًا، أو جامع ناسيًا، فلا شيء عليه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «من نسي وهو صائم، فأكل، أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه» (١) متفق على صحته، وفي رواية ذكرها الحاكم وغيره، وسندها صحيح: «من أفطر في رمضان ناسيًا، فلا قضاء عليه، ولا كفارة» (٢) وهذا يعم الفطر بالأكل، والشرب، أو بالجماع، أو بغير ذلك، إذا كان عن نسيان، فإن الله جل وعلا يعفو عنه سبحانه وتعالى، فضلاً منه وإحسانًا جل وعلا؛ لأن الإنسان عرضة للنسيان في كل شيء، وهذا عامّ في الفرض، والنفل، ورمضان وغيره.


(١) أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا، برقم (١٩٣٣)، ومسلم في كتاب الصيام، باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر (١١٥٥)، واللفظ له.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك (ج١ ص٥٩٥)، رقم (١٥٦٩)، والبيهقي في السنن الكبرى (ج٤ ص٢٢٩)، برقم (٧٨٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>