وأما حكمه عند الله، فإن قتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر، موحدًا لله قاصدًا وجهه الكريم، فإنه تكفر عنه خطاياه ويكون من أهل الجنة؛ لأنه جاء في الرواية الأخرى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إلا الدين قال: أخبرني به جبرائيل آنفا»(١) فالدين معناه أن صاحبه لا يرجع إليه دينه، بل يعطى حقه إما بأنه يرضيه الله عنه يوم القيامة من فضله وإحسانه، وإما أن يعطى من حسنات هذا الشهيد، ما يقابل هذا الدين، فالشهيد على خير، وصاحب الدين لا يضيع حقه، بل الله يرضيه عنه سبحانه، بما يشاء جل وعلا.
(١) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب من قتل في سبيل كفرت خطاياه إلا الدين، برقم (٤٩٨٨).