للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم، والمراد به الأمة كلها: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} أي إلى دين ربك، {بِالْحِكْمَة} العلم قال الله، قال رسوله، {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، الترغيب والترهيب بالكلام الطيب، قال الله كذا، قال الرسول كذا، وعد الله من فعل كذا بالجنة، وتوعد الله من فعل كذا بالنار، يعني يذكر الآيات والنصوص، {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} يعني بالأسلوب الحسن بالرفق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» (١)، ويقول عليه الصلاة والسلام: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله» (٢) ويقول جل وعلا: {وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ} يعني اليهود والنصارى، {إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}، الظالم يعامل بما يستحق، إذا ظلم وتعدى وضرب أو سب؛ يعاقب بما يستحق، ومن عفا فأجره على الله، لكن ما دام لم يتعد ولم يظلم تبدؤه بالتي هي أحسن، بالكلام الطيب،


(١) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب، فضل الرفق برقم (٢٥٩٤).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق، برقم (٢٥٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>