الأقارب أو الأصدقاء تذهبون جميعًا إليه، وتنصحونه وتوجهونه إلى الخير، هذا خير؛ لأنه قد ينتفع بذلك إذا كان معك غيره ممن يعينك على نصيحته؛ لأن الله يقول:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} فالمؤمنون أولياء، ومن ولايتهم فيما بينهم أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فلا تهجره، بل اجتهد في نصيحته، وتوجيهه إلى الخير، ولو هجرك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها»(١) فأنت اجتهد في وصله والإحسان إليه ونصيحته وتوجيهه إلى الخير، لعل الله يهديه، لعل الله يرده إلى الصواب، ولعل الله يهديه لترك المنكرات، وليكن معك ويعينك على ذلك، ويساعدك لعله يقبل منكم جميعًا، ولعله يتعظ، فإذا لم تجدِ الموعظة واستمر على المجاهرة بالمنكرات استحق الهجر، استحق أن يهجر، أما إذا كانت معصية خفية فيما بينه وبين نفسه وأهل بيته، داخل وليس معصية ظاهرة فلا تهجره، واجتهد في نصيحته، وتوجيهه إلى الخير جزاك الله خيرًا، وأبشر بالخير، وادعُ له بظهر الغيب أن الله يهديه، وأن
(١) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب: ليس الواصل بالمكافئ، برقم (٥٩٩١).