للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى وله الحكمة البالغة جل وعلا، كما قال سبحانه وتعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (١)، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (٢)، فالأمور كلها بيده سبحانه وتعالى. ولا يقع منها شيء في هذه الدنيا إلا بمشيئته سبحانه وتعالى وقدره السابق، فالطاعات بقدره السابق، والمعاصي بقدره السابق، والعبد له اختيار وله مشيئة، يفعل ويختار، ويعرف ما يضره وما ينفعه، فهو مؤاخذ باختياره إن اختار ما يضره، كما أنه مثاب إذا اختار ما ينفعه من طاعات الله عز وجل، ولكنه مع هذا تابع لمشيئة الله، كما قال سبحانه: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (٣) قال سبحانه: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} (٤) سبحانه وتعالى، وقد يكون السحر تخييلا وتدبيرا ليس له أثر في بدن الإنسان، كما قال جل وعلا في قصة موسى وفرعون: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (٥) فهم أوجدوا حبالا وعصيا أمام الناس فظنها الناس حيات في الأرض، وإنما هي حبال وعصي، لكن خيل للناس أنها حيات لما فعلوا من التزوير، والتضليل على عيونهم بأشياء عرفوها وأقدرهم


(١) سورة الحديد الآية ٢٢
(٢) سورة القمر الآية ٤٩
(٣) سورة التكوير الآية ٢٨
(٤) سورة عبس الآية ١٢
(٥) سورة طه الآية ٦٦

<<  <  ج: ص:  >  >>