للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمجذوم الصحيح، قد ينتقل. وهكذا الأمراض الأخرى عند الاختلاط قد ينتقل، وقد لا ينتقل، هو ليس بلازم. لكن إذا أبعد الصحيح عن المريض، يكون هذا هو الأفضل، هذا نهي من النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يورد ممرض على مصح (١)» وقال آمرا: «فر من المجذوم فرارك من الأسد (٢)» فالمعنى أبعدوا المريض عن الصحيح، إذا كان يخشى منه العدوى، لا يخلط هذا مع هذا، فهذا معناه تجنب الأسباب التي تسبب انتقال المرض، ولكن ينبغي اعتقاد أنه لا عدوى، بطبعها وأن انتقاله إذا انتقل، ليس لأنه يعدي بطبعه، وأنه ليس بإذن الله ولا بمشيئة الله، بل ينتقل، لكن بمشيئة الله، وبإذنه، وقدره سبحانه وتعالى، لا أحد يستطيع أن ينقل شيئا إلى شيء إلا بإذن الله وقدره، لا حيوان ولا إنسان ولا مثل ذلك، كل شيء بقضاء وقدر. يقول النبي صلى الله عليه وسلم «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس (٣)»، ويقول الله في كتابه العظيم: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} (٤)، ويقول جل وعلا: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (٥)، المقصود أن الله سبحانه قدر الأشياء كلها، الصحة، والمرض، والسفر، والإقامة، والولد، ذكرا كان أو أنثى،


(١) أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب كل شيء بقدر، برقم ٢٦٥٥
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسند أبي هريرة، برقم ٩٤٢٩
(٣) مسلم القدر (٢٦٥٥)، أحمد (٢/ ١١٠)، مالك الجامع (١٦٦٣).
(٤) سورة الحديد الآية ٢٢
(٥) سورة القمر الآية ٤٩

<<  <  ج: ص:  >  >>